الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"أفلامنا" تحتفي ببرهان علوية

المصدر: "النهار"
برهان علوية.
برهان علوية.
A+ A-
تحتفي منصة "افلامنا" بالمخرج السينمائي اللبناني العالمي برهان علوية الذي توفي في 9 ايلول 2021 عن عمر ناهز الـ80 عامًا، جراء نوبة قلبية مفاجئة اصابته في بروكسل، بعد مسيرة حافلة بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز يتصدرها فيلم " كفر قاسم".

واللقاء ببرهان عبر محطّات سينمائيّة تسمح بمرافقته خلال أكثر من 30 سنة "وكأنّنا نشهد معه أيضاً على تحوّلات عربيّة وعلى رسائل صوتيّة بين فلسطين ولبنان وسوريا والأردن، بين بيروت الغربيّة والشرقيّة، بين بيروت والجنوب، بين بيروت وباريس وبروكسل، بين النهار والليل، بين الحاضر والماضي..." وتعرض المنصة افلامه مجاناً ضمن مهل زمنية محددة يمكن لأي كان متابعتها.

وقد أنشأت "بيروت دي سي" منصّة "أفلامنا" غير الرّبحية بهدف مشاركة الأفلام العربيّة الـمستقلّة مع جماهير من مختلف أنحاء العالم. يختار منسق أو منسقة برنامج العرض الشهري أفلاماً معاصرة وكلاسيكية ومستقلة تتطرّق إلى مواضيع اجتماعيّة أو سياسيّة أو ثقافيّة يتم عرضها أسبوعيّاً على الـمنصّة.

وفي تقديم للاحتفاء كتب هادي زكاك عرضا مطولا عن علوية مفصلا اعماله، بعنوان "برهان علوية، اللقاء المتواصل" ومما فيه:

في صباح يوم 9 أيلول 2021، اتّصل بي الصديق نجا الأشقر، الذي كان خسر والده في الليلة الماضية ليخبرني أنّ برهان علويّة قد غادرنا بدوره. وكأنّ الآباء يرحلون ويتركوننا أيتاماً في بلد لا يوجد فيه أب جامع يهتمّ بمواطنيه ويمنعهم من التحوّل إلى أموات-أحياء كما في أفلام الرعب التي وقّعها جورج روميرو. تليق ببرهان علويّة صفة الأب وتحديداً الأب الروحي لما نقدر أن نسمّيه السينما اللبنانيّة الجديدة، التي ظهرت في السبعينيّات وجاءت مواكبة للسينما البديلة التي تحاكي واقعها وتخرج من دهاليز الترفيه السطحي والتقليد. كان برهان رائداً في هذا المجال مع جيل ضمّ مارون بغدادي وجوسلين صعب وهيني سرور ورندة الشهال وجان شمعون وغيرهم. انطلقت سينما برهان علويّة من القضيّة الفلسطينيّة الجوهريّة لتنفتح على عالم عربي كان يشهد على ما بعد هزيمة 1967 وصعود المقاومة الفلسطينيّة والانقلابات العسكريّة، فبحثت هذه السينما عن الهويّة والجذور وانتقلت من سوريا إلى مصر. لكنّ الحرب اللبنانيّة التي اندلعت في العام 1975 كانت تنذر بنهاية الأحلام التغييريّة الكبيرة مقابل ترسيخ العصبيّات القبليّة وزعزعة صورة المدينة الجامعة والتقدميّة: بيروت. منذ الثمانينيّات، التصقت أفلام علويّة بالعاصمة اللبنانيّة ضمن مجموعة من الرسائل السينمائيّة التي تغطّي بطريقة ما تاريخ بيروت بين السبعينيّات ومطلع القرن ال 21، فتلاحقت العناوين “بيروت اللقاء” (1981)- “رسالة من زمن الحرب” (1984)- “رسالة من زمن المنفى” (1988)- “إليك أينما تكون” (2001) و”خلص” (2007). تميّزت سينما علويّة بعقد الزواج الذي وقّعته بين الأفلام الروائيّة والوثائقيّة ضمن مقاربة دخلت عليها الشاعريّة. فعكست هموم صاحبها ونظرته التي ازدادت تشاؤماً مع الوقت وكأنّ الشاب الذي شهد على الثورة الطلابيّة في فرنسا 1968 وصعود اليسار العالمي وهو يتابع دراسته في معهد السينما في بروكسل، راح يشهد أيضاً على الهزائم اللبنانيّة والفلسطينيّة والعربيّة بشكل عام. عند اندلاع ما سمّي بالربيع العربي، كانت أوّل مرّة أرى فيها العزيز برهان يستعيد الأمل بإمكانيّة التغيير ولكنّ الأحلام اضمحلّت بسرعة لتأخذ علويّة من جديد إلى المنفى… حتّى النهاية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم