مهرجان تسالونيك للفيلم الوثائقي بين قطارين: الخطأ البشري والنازية!

تسالونيك - هوفيك حبشيان حادثة تصادم القطارين في اليونان يوم الثلثاء الماضي، التي أسفر عنها إلى الآن 57 ضحية، كان لها وقع كبير على ليلة افتتاح الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان تسالونيك للفيلم الوثائقي (2 - 13 آذار). قبل بضع ساعات من لحظة الانطلاقة، بعث المنظّمون برسالة الكترونية يعلنون فيها الغاء المظاهر الاحتفالية وحفلات الموسيقى التي كان من المنوي اقامتها هذا العام، تضامناً مع ضحايا المأساة الوطنية واستجابةً للحداد الرسمي الذي أعلنته الدولة لثلاثة أيام متتالية. اقتصر الافتتاح، نتيجة ذلك، على كلمة مقتبضة ألقاها مدير المهرجان أوريستيس أندرياداكيس في الكارثة التي تبين انها خطأ بشري لا مجرد حادثة قضاء وقدر.في المصعد الذي يحمل المشاهدين إلى الطبقة الخامسة حيث صالة بافلو زاناس، عُلقت احدى نسخ ملصق المهرجان وعليه شعار على شكل دعوة إلى المتفرج: "مشاهدة بانتباه وحرص". قبل سنوات، وفي أول زيارة لي لتسالونيك، قابلتُ المدير السابق، الراحل ديمتري أيبيديس، ويومها شرح لي ان أحد الأهداف السامية من اقامة مشروع ثقافي كهذا في مدينة تسالونيك الساحلية، هو جعل المواطن اليوناني ناخباً أفضل والاشتغال على وعيه السياسي. يعني باختصار اعداده من الداخل. علماً ان المدينة تنظّم مهرجاناً دولياً آخر، يُقام منذ 63 دورة، لكن اقامة مهرجان يُعنى بشؤون الوثائقي فرضت نفسها على مر الزمن، وها ان المهرجان الوثائقي الذي وُلد من رحم المهرجان الدولي، دخل في ربع قرن من الوجود، ولا يبدو انه سيتوقّف قريباً، نظراً للاقبال الذي يشهده من الجمهور المحلي وتحولّه مع الزمن إلى واحد من أهم مواعيد السينما الوثائقية في العالم بعد مهرجان أمستردام.  "وقائع ذات صيف" لجان روش وإدغار موران. في أول دورة انعقد فيها المهرجان، سجّلت شبابيك التذاكر حضور 8 آلاف مشاهد. أما في الأعوام الأخيرة، فبلغ...