"الثقافة المصرية فقدت أحد أعمدتها"... رحيل الباحث والمفكر جابر عصفور عن 77 عاماً
وأثار رحيله حالة من الحزن تجلت في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع العديد من الكتاب والصحافيين والشخصيات العامة في نعيه على صفحاتهم الشخصية.
خسارة لا تعوض
ويقول رئيس اتحاد كتاب مصر السابق محمد سلماوي "إن رحيل الدكتور جابر عصفور صدمة مفجعة! فقدت به الأمة العربية قامة أخرى من قاماتها الشامخة".
ويضيف رئيس التحرير السابق لجريدة "الأهرام ابدو" الصادرة بالفرنسية: "رحيلك يا دكتور جابر خسارة لا تعوض على المستوى الإنساني والثقافي والوطني. تغمدك الله برحمته الواسعة وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان".
نجم يأفل
وفي منشور على صفحته الشخصية بـ"فايسبوك" كتب الكاتب وأستاذ العلوم السياسية الدكتور مصطفى السيد: "كنت اعتزم أن أتصل بالدكتور جابر عصفور صباح اليوم لأسأل عن صحته، وأنقل له تمنياتي لمناسبة العام الجديد، ولكن فاجأني الخبر المحزن برحيله عن عالمنا، وهكذا يختفي واحد من النجوم القليلة الباقية في حياتنا الثقافية والذي كنا نتعلم منه ليس تحليله للأدب فقط، ولكن نظرته إلى أحوالنا من خلال رؤيته لأعمال الروائيين والشعراء".
عزاء واجب
وسارعت صحف عديدة ووسائل الإعلام المصري في نشر نعي للباحث المصري الكبير، ومن بينها "دار الشروق" التي نشرت العديد من كتب عصفور وترجماته، وتوجه رئيس مجلس إدارتها إبراهيم المعلم والعاملون بالدار بالعزاء إلى أسرة الفقيد عبر موقع صحيفة "الشروق" على الإنترنت.
وفاء بوصية
ونشر موقع جريدة "الأهرام" تقريراً صحافياً تضمن جانباً من ذكريات وزير الثقافة المصري الأسبق، وتضمنت تلك الذكريات وفاء عصفور بوصية الشاعر الشهير أمل دنقل.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن عصفور "كان من نفذ وصية الراحل أمل دنقل، حيث اصطحب مع رفيقه (الشاعر) عبدالرحمن الأبنودي، جثمان دنقل، ودفنه بمسقط رأسه (بمحافظة قنا)، كما أقام أكبر احتفالية لأمير شعراء الرفض في دار الأوبرا، هذا بالإضافة لمؤلفات عن الشاعر الراحل، ودوره في الشعر العربي الحديث".
مواقف ثابتة
كان للمفكر المصري مواقف ثابتة من التنوير، ومواجهة الفكر الديني المتشدد، وكان يرى أن تجديد الخطاب الديني ضرورة ملحة، ومسؤوليته لا تقتصر على رجال الدين، ولكن على المثقفين أيضاً، ومن حق كل مسلم أن يستخدم عقله ويجتهد، وكان يوجه اللوم للمؤسسات الدينية الرسمية بسبب "الجمود" بداخلها.
وفي أحد لقاءاته العديدة في وسائل الإعلام، انتقد العام الماضي الحديث المتكرر عن تجديد الخطاب الديني منذ العام 1980 من دون إحداث خرق حقيقي في هذا المجال الذي شهد سجالات متزايدة، خلال السنوات التي تلت ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011.