الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"الثقافة المصرية فقدت أحد أعمدتها"... رحيل الباحث والمفكر جابر عصفور عن 77 عاماً

المصدر: "رويترز"
وزير الثقافة الأسبق والكاتب جابر عصفور.
وزير الثقافة الأسبق والكاتب جابر عصفور.
A+ A-
توفي الباحث والمفكر ووزير الثقافة المصري الأسبق جابر عصفور، الجمعة، عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع المرض.

وقالت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، في بيان، إنّ "الثقافة المصرية والعربية فقدت أحد أعمدتها الراسخة".

وأضافت أنّ الراحل "وضع بصمات بارزة في مجال التنوير وحقق الكثير من الإنجازات الخالدة به"، مشيرة إلى دوره الرائد في البحث الأكاديمي وإدارة المواقع الثقافية التي تولاها.

ولد جابر أحمد السيد مصطفى عصفور في 25 آذار 1944، في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام 1965.

حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه ليبدأ حياته الأكاديمية بالتدريس في الجامعة وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا لقسم اللغة العربية بجامعة القاهرة عام 1990.

شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة من يناير كانون الثاني 1993 إلى آذار 2007، كما أسهمت جهوده في تأسيس المركز القومي للترجمة الذي أصبح مديرا له من 2007 إلى 2011.

تولّى وزارة الثقافة لأول مرة في 31 كانون الثاني 2011 ضمن آخر حكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لكنه تقدم بالاستقالة من المنصب بعد نحو 10 أيام فقط ثم عاد وتولى الوزارة في حزيران 2014 وحتى شباط 2015.

من أبرز مؤلفاته (محنة التنوير) و(أنوار العقل) و(زمن الرواية) و(غواية التراث) و(النقد الأدبي والهوية الثقافية) و(نقد ثقافة التخلف) و(تحديات الناقد المعاصر) و(زمن جميل مضى) و(في محبة الشعر) و(هوامش على دفتر التنوير).

نال الوسام الثقافي التونسي عام 1995 وجائزة سلطان العويس في حقل الدراسات الأدبية والنقد عام 1997 وجائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب عام 2009 ووسام المكافأة الوطنية من درجة قائد من المغرب عام 2010 وجائزة النيل في الآداب عام 2019.
 

وأثار رحيله حالة من الحزن تجلت في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع العديد من الكتاب والصحافيين والشخصيات العامة في نعيه على صفحاتهم الشخصية.

 خسارة لا تعوض

ويقول رئيس اتحاد كتاب مصر السابق محمد سلماوي "إن رحيل الدكتور جابر عصفور صدمة مفجعة! فقدت به الأمة العربية قامة أخرى من قاماتها الشامخة".

ويضيف رئيس التحرير السابق لجريدة "الأهرام ابدو" الصادرة بالفرنسية: "رحيلك يا دكتور جابر خسارة لا تعوض على المستوى الإنساني والثقافي والوطني. تغمدك الله برحمته الواسعة وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان".

 

نجم يأفل

وفي منشور على صفحته الشخصية بـ"فايسبوك" كتب الكاتب وأستاذ العلوم السياسية الدكتور مصطفى السيد: "كنت اعتزم أن أتصل بالدكتور جابر عصفور صباح اليوم لأسأل عن صحته، وأنقل له تمنياتي لمناسبة العام الجديد، ولكن فاجأني الخبر المحزن برحيله عن عالمنا، وهكذا يختفي واحد من النجوم القليلة الباقية في حياتنا الثقافية والذي كنا نتعلم منه ليس تحليله للأدب فقط، ولكن نظرته إلى أحوالنا من خلال رؤيته لأعمال الروائيين والشعراء".

 

عزاء واجب

وسارعت صحف عديدة ووسائل الإعلام المصري في نشر نعي للباحث المصري الكبير، ومن بينها "دار الشروق" التي نشرت العديد من كتب عصفور وترجماته، وتوجه رئيس مجلس إدارتها إبراهيم المعلم والعاملون بالدار بالعزاء إلى أسرة الفقيد عبر موقع صحيفة "الشروق" على الإنترنت.

 

وفاء بوصية

ونشر موقع جريدة "الأهرام" تقريراً صحافياً تضمن جانباً من ذكريات وزير الثقافة المصري الأسبق، وتضمنت تلك الذكريات وفاء عصفور بوصية الشاعر الشهير أمل دنقل.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن عصفور "كان من نفذ وصية الراحل أمل دنقل، حيث اصطحب مع رفيقه (الشاعر) عبدالرحمن الأبنودي، جثمان دنقل، ودفنه بمسقط رأسه (بمحافظة قنا)، كما أقام أكبر احتفالية لأمير شعراء الرفض في دار الأوبرا، هذا بالإضافة لمؤلفات عن الشاعر الراحل، ودوره في الشعر العربي الحديث".

 
 

مواقف ثابتة

كان للمفكر المصري مواقف ثابتة من التنوير، ومواجهة الفكر الديني المتشدد، وكان يرى أن تجديد الخطاب الديني ضرورة ملحة، ومسؤوليته لا تقتصر على رجال الدين، ولكن على المثقفين أيضاً، ومن حق كل مسلم أن يستخدم عقله ويجتهد، وكان يوجه اللوم للمؤسسات الدينية الرسمية بسبب "الجمود" بداخلها.

وفي أحد لقاءاته العديدة في وسائل الإعلام، انتقد العام الماضي الحديث المتكرر عن تجديد الخطاب الديني منذ العام 1980 من دون إحداث خرق حقيقي في هذا المجال الذي شهد سجالات متزايدة، خلال السنوات التي تلت ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم