الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حراك النبطية" يوثّقه علي مزرعاني نصّاً وصورة ضدّ التشويه ​

المصدر: "النهار"
غلاف الكتاب.
غلاف الكتاب.
A+ A-

 

على دأبه في توثيق تاريخ الجنوب نصّاً وصورة، يقدّم لنا الباحث والمصوّر علي مزرعاني "حراك النبطية ساحة بمساحة وطن"، كتاباً أنيقاً يتحدى به احتمالات النسيان، أو التناسي والتشويه والتحريف لواحدة من أجرأ محطات "انتفاضة 17 تشرين" اللبنانية.

ولا تترك اليوميات الموثقة في الكتاب لحراك النبطية وناسه وشعاراته أي مجال لنزع تلك المحطة من ذاكرة أهلها، إذ انخرط فيها كثيرون تجرأوا على مواجهة ثنائي السلطة والنفوذ في الجنوب، "حزب الله" وحركة "أمل"، رغم ما واجهوه من اتهامات التخوين وخدمة الأجندات الخارجية والسفارات. لكنّ مئات الصور التي رصدتها عدسة مزرعاني للوجوه الغاضبة والهاتفة بشعارات الحرية ومحاربة الفساد تكرّس الهوية الوطنية الخالصة لمن صنعوا لحظة الجنوب في الانتفاضة الوطنية منذ ليل 17 تشرين الأول 2019.

يهدي مزرعاني الكتاب "إلى الذين انتفضوا في سبيل وطن أفضل والقائلين بصدق هيهات منّا

الذلّة"، وفي العبارة ما لا يخفى من روح الاحتجاج على احتكار شعارات المظلومية، ولا

سيما إن جاءت ممّن هم جزء من المنظومة التي تصدّى لها المتظاهرون. وفي مقدّمته يقول إن "الكتاب – الألبوم عبارة عن يوميات مجموعة ناضلت وصمدت وحاولت التغيير للوصول إلى وطن أفضل خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة، وطن الإنسان والمواطن"، من دون أن يتجاهل أن "الدرب طويل".

الكتاب يوثّق انتفاضة النبطية يوماً بيوم، في نصّ يلخّص أبرز الأحداث بناء على رصد

المؤلف ومعاينته اليومية للتفاصيل، من الخيمة الرئيسية أمام سرايا المدينة إلى خيمة دوّار كفررمان، البلدة المجاورة التي كانت بدورها رافداً أساسياً لتحركات المتظاهرين الجنوبيين. ولا يعتمد علي مزرعاني في التوثيق على نصوصه فحسب، بل كذلك على قصاصات الصحف اليومية ومقالات كتابها ومراسليها التي واكبها وحفظها بحرص.

وإلى اليوميات المكتوبة، تشكّل الصور الجزء الأكبر من الكتاب، حتى تكاد تشمل كلّ من شارك في الاعتصامات والمسيرات والهتافات على مدى أسابيع. معظم الصور بعدسة مزرعاني، وبعضها لزملاء له شكرهم في الصفحات الأولى.

ولتوثيق ما كانت عليه روح تلك التحركات، سياسياً واجتماعياً، لم يترك المؤلف شعاراً لم يدوّنه، أو أهزوجة لم يسجّلها، فكانت صفحات ثمينة مخصصة لتلك الشعارات التي عكست مدى الجرأة التي واجه بها المنتفضون القوى الحزبية التي أرسلت مناصرين لها أكثر من مرة لافتعال ما يعطّل الحراك، وكانت غزوتهم على خيمة النبطية وحرقها وتكسيرها والاعتداء على المتظاهرين واحدة من أبرز المحطات الصعبة التي تعرّض لها حراك المدينة. وشمل التوثيق كذلك كل ما توافر للمؤلف من قصاصات الشعارات التي كانت توزّع في التظاهرات.

كتاب "حراك النبطية ساحة بمساحة وطن" جهدٌ مميّز عوّدنا علي مزرعاني على مثيله في إصدارات سابقة له، ليشكل إضافة نوعية إلى كتبه السابقة عن تاريخ الجنوب وناسه وأماكنه.

الكتاب سيكون متوافراً لدى "دار زمكان" في معرض الكتاب الدولي في بيروت الذي يفتتح في 3 كانون الأول المقبل.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم