الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تعرضها فرقة أم القيوين للفنون الشعبية... رقصة الأنديما: حكايات كتبها إيقاع البحر

المصدر: "النهار"
 رقصة الأنديما.
رقصة الأنديما.
A+ A-
لا يملك الزائر لفعاليات "أيام الشارقة التراثية" إلا التوقف ومشاهدة عرض الأنديما الذي تقدمه فرقة "أم القيوين للفنون الشعبية" في ساحات المنطقة التراثية في قلب الشارقة وبين بيوتها، حيث يتحلق عدد من الرجال بأثوابهم الإماراتية التقليدية وعصابات رؤوسهم ليؤدوا رقصات حماسية تثير الفرح بإيقاعات طبولها وآلاتها الموسيقية.

وقد يدفع الفضول الزائر إلى التساؤل حول تاريخ وأصل هذه الرقصة التي لا ينخفض إيقاعها، وإنما يظل يتعالى ويحشد الجمهور من حوله وكأنه يستحث فيهم همة العمل بروح عالية، فأعضاء الفرقة واقفين في حلقة كاملة يحملون طبول الشبوة، والمسيندو، والكاسر، والطوس، ويتناوب على الدخول في وسطها المؤدون والعازفون، وكل منهم يشجع الآخر لرفع الإيقاع وزيادة الحماس.

ولا تبدو هذه الرقصة غريبة على العارف أن بيئات الإمارات تتنوع بين الجبلية، والصحراوية، والساحلية، وأن لكل منها خصوصية في التقاليد والفنون والمأكولات والأزياء والحرف التقليدية، إذ تنتمي هذه الرقصة -كما يؤكد ناجي سعيد عبد الله العلوي، مساعد مدير فرقة أم القيوين للفنون الشعبية- إلى أهالي البيئات الساحلية حيث كان صيد اللؤلؤ هو المهنة الرئيسية للكثير من سكانها.

ويوضح العلوي أن الأنديما كانت تؤدى في رحلات الصيد لشحذ همة الصيادين ورفع حماسهم تجاه خير البحر، فتعتمد بالأساس على الطبول وحركة الرجال الذين يتنافسون في تشجيع بعضهم وأداء أفضل ما يمكن لإثارة أجواء من الفرح والسعادة بين الصيادين والعمال والتخفيف من تعب ومشقة الخوض في البحر.

ويشير العلوي إلى أن مشاركتهم في الدورة الـ18 من "أيام الشارقة التراثية" تتوزع على عدة أيام طول فترة انعقاده، موضحاً أنهم سيواصلون تقديم العروض الشعبية أمام جمهور الحدث الذي يتوافد إلى قلب الشارقة من مختلف بلدان العالم.
 
 
"المخطوطات العربية من مقدونيا"

تعد المخطوطات العربية كنزاً تراثياً وإنسانياً لا يمكن الاستغناء عنه، وهي ذخيرة مهمة، لا تسكن مكاناً محدداً، فمعظمها تتخذ من مكتبات العالم الكبرى ومكتبات الباحثين والمختصين مسكناً لها، ما أن تطالعها حتى تكتشف مدى ثراء الإرث الذي تركه العرب للعالم، وتبين مدى مساهمتهم في إغناء المكتبة العالمية سواءً على الصعيد الفكري أو الأدبي أو العلمي.

المخطوطات القديمة وجدت لها مكاناً في الدورة 18 من "أيام الشارقة التراثية"، التي تقام في ساحة التراث في قلب الشارقة حتى 10 نيسان المقبل، لتفتح عيون الزوّار على هذا الإرث الذي لا يقدر بثمن، حيث علقت هذه المخطوطات على جدران جناح "المخطوطات العربية من مقدونيا"، والذي يضم 28 مخطوطة، بعضها ينتمي إلى الأدب، وأخرى إلى الفقه، والطب، والعلوم، ومن بينها مخطوطتان من القرآن الكريم.

كلّ هذه المخطوطات، جاءت مساهمة من الدكتور إسماعيل الأحمدي، الذي يعد أحد العارفين والخبراء في مجال المخطوطات، كما تدلل على ذلك سيرته الذاتية، فهو يتقن اللّغة العربية والتركية، ومعظم اهتماماته ودراساته تدور في فلك المخطوطات القديمة.

المخطوطات التي يضمها الجناح تنتمي إلى الفترة الممتدة من القرن الثالث عشر وحتى التاسع عشر، حيث إن أقدم مخطوطة موجودة في المعرض يعود تاريخ نسخها إلى القرن الثالث عشر، وهي من كتاب "القانون في الطب" لابن سينا.

المخطوطات المعروضة، خاصة تلك التي تنتمي إلى فئة الأدب واللّغة، تكشف مدى ثراء الأدب العربي، ذلك ما يمكن أن تكتشفه من خلال نظرة على مخطوطة "المقامات الخمسون"، التي ألّفها الحريري محمد أبو القاسم بن علي البصري، وقد عرفت أيضاً باسم "مقامات الحريري".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم