الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

شخصيات علمية وكرتونية ضيوف مهرجان "الشارقة القرائي للطفل"

المصدر: "النهار"
نور مخدر
نور مخدر
شخصيات علمية وكرتونية ضيوف مهرجان "الشارقة القرائي للطفل".
شخصيات علمية وكرتونية ضيوف مهرجان "الشارقة القرائي للطفل".
A+ A-
شخصياتٌ من الماضي البعيد، تركت أثراً في تغيير نمط التعليم والتفكير، أعاد مهرجان "الشارقة القرائي للطفل 12" إحياءها في مركز إكسبو. قد يعتقد من يقرأ هذه الأسطر أنّه ضرب من الخيال، أو مشهدٌ علمي في الورش التفاعلية، إلا أنّه على أرض الواقع، شاركت "أسماء لامعة في التاريخ" الصغار فرحتهم ومعارفهم وأدت مهمتها على أكمل وجه. 
ففي عروض متباعدة ومتنوعة، تطلّ الشخصيات على وقع الموسيقى الكلاسيكية، تتجول بين الزوار، تلتقط صوراً مع الصغار، تحرك أجسامها لإلقاء التحية، تبتسم لصورة المصور، وتغضب بوجه طفولي. ولا تنتهي مهمتها هنا، بل تقف على جوانب الممر كأنها تمثال برونزيّ، أبدع في تكوينها الفنان السلوفاكي رادوفان ميشالوف. هذه الطريقة المبتكرة التي أرادها القيمون على مهرجان الشارقة، تلقين الصغار عن أهمّ العلماء والشخصيات التاريخية. 
 
 
الخوارزمي مرّ من هنا
يحسبهم القادم من بعيد أنهم تماثيل حقيقية، سرعان ما يتحركون أمامهم، فيدرك حينها الزائر أنهم ممثلون يرتدون أزياء متقنة الصنع، تشعر الناظر لها وكأنه أمام تمثال معدني حقيقي. هذه التماثيل البرونزية جسدت شخصيات العالم محمد بن موسى الخوارزمي، وإسحاق نيوتن، والملكة اليزابيث، والمحقق شارلوك هولمز. يتجولون بين أروقة المهرجان، تارةً يلقون التحية على الزوار ثم يعودون إلى صمتهم، ولحظة أخرى ينحني أحد هذه التماثيل البشرية ليلتقط صورة مع الصغار.  فيصبح المشهد متداخلاً بين المسرح والتاريخ. 
 
جاءت هذه الفكرة الإبداعية من الفنان السلوفيكي الذي أراد أن يثمّن دور العديد من الشخصيات صاحبة الإنجازات حول العالم، فقام بوضع اللمسات الفنية على مؤدين لهم ملامح تتقارب مع الشخصيات الرئيسية ومنحهم هيئة تشبه التماثيل المعدنية الشهيرة التي تتزيّن بها ساحات وحدائق أوروبا، ليجسّدوا عرضاً مسرحياً متنقّلاً يذكّر بمنجزات وآثار كبيرة تركتها تلك الشخصيات في مسيرتها بالحياة.
 
 
ومضة ونقطة وشعاع وقلم.. شخصيات المهرجان الكرتونية 
اعتاد الزوار في المعارض والمهرجانات، وتحديداً المتعلقة بالصغار، مشاركتها في الحدث. وهكذا في مهرجان الشارقة، حيث انضمت 4 شخصيات كرتونية، لفتت أنظار جميع الفئات المشاركة، وباتت هي حكاية الأروقة. ولا يكمن الهدف من هذه الشخصيات التسلية، على عكس ذلك، كانت لكل منها قيمتها الفنية والمعرفية. 
إذ تمثلت نقطة، بألوان وردية، زاهية، يعلوها تاج المعرفة وبيدها نجمة الحكمة والإبداع. وكانت مهمتها نقل الأطفال نحو عوالم مليئة بالدهشة، قوامها الكتاب، والكلمة النبيلة والصدق. وبالتالي، تجسد كلّ يوم قصة جديدة من الشارقة. أما ومضة، فهو الضوء الذي يعبر كالفكرة، كان من اسمها نصيب فهي سريعة كالنحلة، وذكيّة كمخيلة الصغار، تعبر الذهن كالسهم، وتبحث مع زوّار المهرجان يومياً عن إبداع هنا وفنّ هناك. 
 
 
وبالنسبة إلى قلم، وهو خطّ القصص والروايات والرسائل التي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، يدلّ على قيمة الحياة، والكلمة الجميلة التي لا تقدّر بثمن. في حين تميز شعاع عن الشخصيات السابقة، بخفته ورشاقته وسرعته، يعبر القاعات والردهات الخاصة بالمهرجان ممسكاً بأيدي الأطفال الذين ينظرون إليه بشغف، ويسيرون إلى جانبه بخفّة ونشاط، كلّ واحد منهم يمتلك قصة مختلفة عن الأخر، فـ"شعاع" هو العنصر الفريد في حكاية الثقافة. 
 
 
شخصيات ملونة تجسد عالم القراءة 
إلى جانب ما تحمله الشخصيات السابقة من علم ومعرفة، أطل أربعة آخرون على الجمهور، فأبهروا الأطفال وأولياء الأمور بملابسهم ووجوههم الملونة. هذه المرة، كانت دعوتهم واضحة: "القراءة والتوحد بالكتاب"، فاعتمدت هذه الشخصيات الملونة في عرضها على الإيحاء بانهماكها في القراءة، وبصمتها الهادئ، وبيد كل منها كتاب يتخذ اللون ذاته الذي يرتديه الراقص الصامت، فظهرت الكتب الملونة بأيديهم كما لو أنها قد صارت جزءاً منهم.
 
 
وبرز القارئ الأحمر في ملابس توحي بعقد الستينيات من القرن الماضي، وكأنه يطالع صفحات من رواية بوليسية شيقة. في حين بدت سيدة اللون الأزرق، كما لو أنها ربة بيت ارستقراطية تقرأ رواية كلاسيكية، فيما ظهر الرجل الأصفر الذي يتكئ على عصاه الأكبر سناً والأكثر حكمة، وأخيراً سيدة اللون الوردي ذات الصمت الأكثر صرامة والقبعة المزينة بقرنين، لتوحي بأنها تطالع قصة خيالية مليئة بالرعب وقصص الأشباح.
 
رسائلٌ مدروسة وجهتها هيئة الشارقة للكتاب من خلال هذه الشخصيات، فهي دعوة لتكريس أساسيات الثقافة في نفوس الأجيال الجديدة، وتأكيد وجود أبطال خارقين يمتلكون قوّة العلم، والمعرفة، والكتاب. وعليه، الارتقاء بهذه العناصر من أجل تفعيل مخيلة الأطفال، وتحفيزهم على خلق عوالمهم والارتقاء بأوطانهم على مدار الأجيال المتعاقبة.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم