الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"عكوس سالمين"... مسيرة مصوّر إماراتي شاهد على تحولات الوجوه والأمكنة

المصدر: "النهار"
تحولات الوجوه والأمكنة.
تحولات الوجوه والأمكنة.
A+ A-
لا تزال الصور الكلاسيكية المعروضة باللونين الأبيض والأسود، تضفي هالة من الحنين على أعمال المصورين القدامى، ما يجعل كل صورة من هذا الأرشيف البصري تنطق بلسان التاريخ، وتحتل مكانة خاصة في وجدان المتلقي، إذ لا يمكن تأملها بمعزل عن خلفيتها الوثائقية ومهابة الزمن الذي التقطت فيه.

من هذا المدخل نستطيع تأمل معرض "عكوس سالمين"، الذي يقدم مجموعة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، ضمن فعاليات الدورة الـ 18 من "أيام الشارقة التراثية" التي تتواصل في ساحة التراث بقلب الشارقة حتى 10 نيسان المقبل، حيث تجسد الصور ملامح من الأرشيف الشخصي للمصور الإماراتي سالمين السويدي، المولود في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي.

حاول الفنان تخليد محطات من حياته، ناقلاً عبر عدسته وجوه أصدقائه وبيئات عمله، كونه من أوائل المصورين الإماراتيين، ويظهر التداخل بين الخاص والعام بكثافة في أعماله الفوتوغرافية التي أعدها للعرض المصور علي الشريف.

ركزت عدسة السويدي على رصد المشاهد الواقعية، وبالمراهنة على قوة اللحظة وعلى إبراز ملامح وجوه بعض أصدقائه في مناسبات مختلفة، تمكن من إيصال رسالته. والمعرض لا يخلو من حس التوثيق للتحولات المحلية، إذ نجحت بعض الصور في التقاطع مع مراحل صعود نهضة الإمارات، من خلال اللقطات التي ظهر فيها شيوخ الإمارات في أحداث أو زيارات لها دلالاتها المعبرة عن لحظات التحول، من بينها صورة للشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التقطت في أوائل السبعينيات.

تنتمي أعمال سالمين زمنياً إلى الستينيات وما بعدها، الأمر الذي أتاح له معايشة مرحلة ما قبل قيام الاتحاد وما بعدها. وبحكم عمله في التصوير التلفزيوني، تمكن من مواكبة بعض الأحداث العامة، وراكمت عدسته أرشيفاً يجعل صوره تندرج ضمن الطابع الوثائقي، مع ظهور لمسات من السيرة الذاتية المصورة، في مزاوجة تلقائية بين الذاتي والموضوعي، بحيث تميزت أعماله بقراءة ملامح الإنسان والمكان، في شهادة فوتوغرافية وتأملات لم تغب فيها العوالم الشخصية وما تقوله ملامح الوجوه في مراحل مختلفة.
 
 
جائزة لأفضل صور

وفي سياق متصل، أعلنت اللّجنة المنظمة لفعاليات الدورة الـ 18 من "أيام الشارقة التراثية" عن إطلاق مسابقة لأفضل صور فوتوغرافية يتم التقاطها لمباني وفعاليات وزوّار وضيوف الحدث، حيث خصصت جوائز مالية للمراكز الثلاثة الأولى الفائزة عن كل فئة بلغ مجموعها 20 ألف درهم إماراتي موزعة على فئتين.

وتفتح المسابقة أبواب المشاركة أمام المصورين من الهواة والمحترفين، حيث حددت مراكز ثلاثة أولى للفائزين عن كل فئة، إذ ينال الفائز بالمركز الأول 5 آلاف درهم إماراتي، فيما ينال الفائز بالمركز الثاني 3 آلاف درهم، والمركز الثالث ألفي درهم، على أن تسلم الصوّر المشاركة في موعد أقصاه عند الـ 12 ظهراً من يوم الاثنين 5 نيسان، عبر البريد الإلكتروني مع ذكر الإسم الثلاثي، وتاريخ الميلاد، والجنسية، ورقم الهاتف.

وتتوزع فئات الجائزة على اثنتين: الأولى (جماليات المباني والأجنحة المشاركة في الأيام)، والثانية (حياة الناس في الأيام)، وتشترط المسابقة أن تكون الأعمال جديدة ولم يسبق المشاركة بها في جوائز أخرى، وأن تكون ملتقطة خلال الدورة الـ 18 من "أيام الشارقة التراثية"، ويحق لكل مصور المشاركة بعدد صورة واحدة في أي من محوري الجائزة، كما يحق للمصور المشاركة بأعمال ملونة أو بالأبيض والأسود.

وتشترط المسابقة أن تقدم جميع الصور بجودة لا تقل عن 2 ميغابايت، كما يجوز تعديل الصورة رقمياً، ضمن الحدود المسموح بها، والتي لا تمس بصدقية وأصالة الصورة، ولن تُقبل الصور التي تتضمن نصوصاً أو توقيعات أو رموز.

وكشفت إدارة المسابقة أنه يحق لها التصرف واستخدام الصور المشاركة في جميع معارضها، أو منشوراتها وإعلاناتها، كما تعد الأعمال المقدمة جزءاً من أرشيف المسابقة، وللجنة التحكيم حق رفض أي مشاركة لا تلتزم بالقواعد والشروط الموضوعة، وفي حال فوز أحد المشاركين في أكثر من جائزة في المسابقة، سيتم منحه الجائزة الأكبر فقط.

وحول إطلاق المسابقة، قال أحمد البيرق، مدير إدرة الاتصال المؤسسي في "معهد الشارقة للتراث"، رئيس لجنة الاتصال المؤسسي في "أيام الشارقة التراثية": "إن طابع فعاليات "أيام الشارقة التراثية" تفاعلي ويعتمد على مشاركة الجمهور وتواصله، إلى جانب أنها تجمع تراثاً غنياً وفريداً مليئاً بالمشاهد البصرية الجمالية من مختلف بلدان العالم، لهذا أطلقنا هذه المسابقة ليشاركنا جمهور الحدث في توثيق أجمل لحظاته، وندعم هواة ومحترفي التصوير الذين يزورون فعاليات الأيام سنوياً".

وأضاف: "إن توثيق الحدث بالصور هو توثيق لرسالة إمارة الشارقة في تنظيمها لـ "أيام الشارقة التراثية"، فمن خلال هذه المسابقة، نرى الأيام بعيون الزوار، ونلمس متابعتهم لقاء الثقافات الذي يشهده الحدث".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم