الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"أريحية الرجل اللبناني والعربي" يكرّم روّاد الفكر... حفل افتراضي واستعادة المجد

المصدر: "النهار"
مجسّم الأريحة الخاص بالمعلّم فؤاد البستاني.
مجسّم الأريحة الخاص بالمعلّم فؤاد البستاني.
A+ A-
برعاية وزير الثقافة عباس مرتضى ممثلاً بمدير عام مديرية الآثار الدكتور سركيس خوري، أطلقت الإعلامية ليليان أندراوس، صاحبة فكرة يوم "الرجل اللبناني والعربي"، في 8 حزيران من كل سنة، "أريحية الرجل اللبناني والعربي"، النسخة الخامسة لعام 2021، بحضور أبناء المحتفى بهم من لبنان، الدكتورة  مارينا بستاني برنوتي، الأمير وليد شهاب، الكابتن طارق دبوس، ومن أميركا (الناسا) المحتفى به الدكتور آلان خياط، الدكتور تيلينسييغ من "ترينيداد توباغو" مؤسّس اليوم العالمي للرجل واليوم العالمي للفتى ولجنة احتفالية الأريحية الدكتور صلاح عصفور المستشار الطبي النفسي، والمستشارة الفنية باسكال مسعود.
 
مُجسّم الأريحية هو عبارة عن اللبّادة اللبنانية على خشب من الأرز مع لوحة معدنية محفور عليها اسم المحتفى به. وانطلق الحفل على تطبيق "زووم" مع "cgr creativity".
 
استهلّت الإعلامية ليليان أندراوس، الحفل، معرّفة بالأريحية، ومرحبّةً بالحضور.
 
من جانبه، قال البروفسور تي لينسبخ: "أتمنّى للجميع أن يكون يوم الرجل الوطني اللبناني والعربي يوماً سعيداً، فهو يوم ومهم استمتعوا به واتّحدوا من أجل الرجل".
 
بدورها، قالت الدكتورة مارينا بستاني برنوتي، ابنة العلّامة فؤاد البستاني: "اليوم سأتحدث عن العلّامة الأب". وتابعت: "نحن عائلة مؤلّفة من 7 أولاد، 5 شباب وابنتين. كنّا كل عالمه، وكان يتابعنا في أدقّ تفاصيلنا اليومية الحياتية والمدرسية ويتابع علاماتنا المدرسية، وكان لا يترك أحداً من أصدقائه إلّا ويخبره عن إنجازاتنا وتفوقنا (شوف بنتي شوف ابني)، وكان أصدقاؤه يمازحونه أحياناً أنه أطلق اسم يحيى على ولده البكر ليناديه الناس (يحيا فؤاد افرام البستاني)".
 
 
أضافت: "عشنا في بيت مليء بالثقافة، نرتشف التاريخ على الفطور، وأُشبعنا بالمعلومات"، مضيفةً: "لم ولن أنسى صيفية دير القمر وشهر آب الخاص بنا، كان كل يوم صباحاً يقطف لنا البندورة والخيار وكان الجميع يقول لنا يا سعدكم أنتم أبناء العلّامة".
 
كما استطردت كلامها، قائلةً: "سأختم بأجمل ما علّمنا إياه، وهو تواضعه. لم يكن والدي يجيد قيادة السيارة، كان يستعين بسائق طوال حياته، ويجلس إلى جانبه وليس في المقعد الخلفي، ويردّد (لويس أحلى منّي بيعرف يسوق)".
 
من جهته، أكّد الأمير وليد شهاب أنّ والده "خاف كثيراً على الآثار خلال الحرب في لبنان، خصوصاً إبّان الاجتياح الإسرائيلي، حيث شعر بالقلق من نهب المتحف، لذا حماه بنفسه".
 
 
لفت أيضاً إلى أنّ والده قال له خلال ذلك الوقت إنّه إذا خسروا القطع الأثرية يفقدون كلّ شيء، إذْ لبنان بلد سياحيّ، في إشارة إلى أنّ تلك القطع في غاية الأهميّة، موضحاً أنّه خلال نشأته لم يلتقِ بوالده كثيراً بسبب انشغاله الدائم لمدّة 40 سنة، وبالتالي تعرّف إليه أكثر في مرحلة عجزه".
 
أمّا الكابتن الطيار طارق دبوس فقال إنّ "تعلّق الوالد منذ الصغر بالطيران، خلال الانتداب سنة 1943، حيث قصد القوات الجوّيّة الملكية البريطانية لتعلّم قيادة الطيارة في الـ 17 من عمره، فرُفض لصغر سنه، ثم لحق شغفه إلى مصر وتعلّم على يد الطيارة عزيزة عاد إلى لبنان وعيّنه الرئيس صائب سلام في "الميديل إيست" الذي كان رئيسها آنذاك عام ١٩٤٧ ككوبايلت على طائرة داكوتا دي سي ٣، فأصبح أوّل طيّار في لبنان يحمل بطاقة رقم ١كانت".
 
 
تابع، قائلاً: "كانت أول رحلة له من بيروت إلى القاهرة ومن القاهرة إلى بيروت، وللمصادفة آخر رحلة له في المهنة كانت أيضاً من بيروت إلى القاهرة ومن القاهرة إلى بيروت. ورثنا عن أبي عشق الطيران أصبحنا طيارين ومعلمي طيران، وكذلك ابني وابن أخي".
 
كما وجّه كلمة إلى الطيّارين نصحهم فيها "أن يمشوا على خطى عميد الطيارين ويعملون بجد وجهد" .
 
أمّا عالم الفضاء آلان خياط، عبّر عن سعادته لتكريمه "مع الكبار الذين تأثّرنا بهم وما زلنا لغاية اللحظة"، مستذكراً بعض الذكريات العزيزة إلى قلبه والتي تُظهر مدى تعلّقه بوطنه.
 
ردّاً على سؤال ما إذا كان يستطيع أن يحمل طبق الحمص إلى المريخ ليصبح امتيازاً لبنانياً، أجاب خياط أنّ كلّ شيء وارد، لافتاً إلى أنّه يُجيد فنّ الطبخ بشكل جيّد، وأنّه مارس هذه الهواية خلال تواجده في هاواي، إذْ أجبرته الظروف على التأقلم مع الوضع هناك في حين كلّ شيء مختلف، فتذكّر "ما تعلّمه في مطاعم أبيه وجدّه اللذين حصلا على وسام استحقاق من رئاسة الجمهورية لجهودهها ومساهمتهما في تطوير الصناعة وخدمات المطاعم" .
 
 
من جهة أخرى، أشار خياط إلى أنّه شخص عادي، كان يأخذ المال من ذويه لشراء مجلاّت حول الفضاء، وكانوا يلقّبوه بـ"وطواط الليل"، إذْ كان يسهر الليالي لمراقبة النجوم، كما أنّه كان يهرب إلى الجبل مع الكشافة وينظر مليّاً إلى الفضاء ويجذبه كوكب المريخ، دون أن يتوقّع أنّه سيُصبح واحداً من الذين يعملون على المريخ ويتحكّمون بمركبة على كوكب ثان.
 
بدوره، هنّأ الدكتور صلاح عصفور، الوطن بأبنائه العظماء الذين حقّقوا نجاحات لافتة ساهمت في إيصال اسم لبنان إلى أعلى المراكز عالمياً، وأثبتوا أنّ لا شيء مستحيلاً إذا وُجدت الإرادة والعزيمة.
 
كما أثنى ممثل وزير الثقافة، الدكتور سركيس خوري على حديث عصفور، لافتاً إلى المشاكل التي تعترض لبنان اليوم، بدءاً من الأزمة الاقتصادية وصولاً إلى انفجار المرفأ الذي فاقم الوضع، مؤكّداً أنّ الوزارة تُساند عمل ومال اللبنانيين بوطنهم ليستعيد مكانته الثقافيّة التي لطالما تميّز بها.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم