الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"مكتبة الموروث" تجمع الأطفال على الكتب والمسابقات و"موسوعة الكائنات الخرافية" في "أيام الشارقة"

المصدر: "النهار"
"مكتبة الموروث" تجمع الأطفال على الكتب والمسابقات.
"مكتبة الموروث" تجمع الأطفال على الكتب والمسابقات.
A+ A-
مساحة واسعة للقراءة أفردتها "مكتبة الموروث"، التابعة لـ"معهد الشارقة للتراث"، أمام الأطفال وزوّار الدورة الـ 18 من "أيام الشارقة التراثية" التي تقام في ساحة التراث في منطقة قلب الشارقة، وتستمر حتى 10 نيسان المقبل.

نوافذ رحبة فتحتها المكتبة من خلال سلسلة جلسات قرائية، تجمع الصغار حول الكتاب، ومسابقات حول التراث الإماراتي، انطلاقاً من رؤية تسعى إلى التعريف بالموروث الشعبي والمفردات التراثية الشعبية.

في ردهة "واحة القراءة"، التي تضم مجموعة من دور النشر المحلية، تقيم المكتبة جلساتها، حيث تلقي على مسامع الصغار بعض الحكايات والقصص المستقاة من كتب وثّقت للتراث المحلي، وعلى رأسها مجموعة الكتب التي تستمد نصوصها من "الخروفة الشعبية"، وأيضاً كتاب "بابا زايد" للكاتبة صالحة غابش، والذي تقدم فيه سيرة مختصرة عن حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالإضافة إلى كتب أخرى.

وقالت مهره الغفلي، المسؤولة عن تنظيم الجلسات القرائية: "تنقسم الجلسات إلى جزأين، الأول يقوم على قراءة إحدى الكتب للأطفال لتسليط الضوء على جوانب مختلفة من التراث، أما الثاني فيتضمن مجموعة من الأسئلة التراثية، التي يتم من خلالها تحفيز ذاكرة الأطفال وتشجيعهم على البحث عن مفردات التراث، وتفاصيله".

وأضافت: "اعتمادنا برنامج مسابقات متكامل، جاء بهدف إكساب الجلسات طابعاً ترفيهياً مغايراً، يتناسب مع طبيعة الأطفال ورغباتهم، ويقربهم من الكتاب، ويشجعهم على القراءة".
 
 
"موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي"
وفي إطار الفعاليات، أطلق معهد الشارقة للتراث كتاباً لمقاربات نقدية قدمها مجموعة من المؤلفين، حول محتوى "موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي"، لمؤلفها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، الذي يوثق فيه 36 كائناً خرافياً من الحكايات الشعبية الإماراتية.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية أقيمت ضمن برنامج المقهى الثقافي المصاحب للدورة الـ18 من أيام الشارقة التراثية، تحدث خلالها الدكتور عبد العزيز المسلم، بمشاركة الباحث المصري الدكتور مصطفى جاد، والشاعر محمد نجيب قدورة، وعبر الإنترنت الباحثة السورية الدكتورة رؤى قداح، حول تجربة إصدار كتاب "مقاربات نقدية حول موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي للدكتور عبدالعزيز المسلم".

واستعرض المسلم خلال الجلسة التي أدارها الدكتور منّي بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث مراحل كتابته للموسوعة وقصة تبلورها، وأوضح أن بذورها بدأت بمقالات أسبوعية مصحوبة برسوم كاريكاتورية، ولاحقاً أصدر الحصيلة الأولى منها في كتاب بعنوان "خراريف"، وترجم إلى الإنكليزية، ثم استكمل كتابة المادة التي صدرت حتى الآن في ثلاث طبعات عربية وطبعة إنكليزية، كما قامت هيئة الشارقة للكتاب بإصدار الموسوعة مترجمة إلى 7 لغات.

وأشار الدكتور المسلم إلى أن هذا العمل أحدث صدى لم يكن يتوقعه، سواء على الصعيدين المحلي والعربي، أو على المستوى الدولي، من خلال الترجمات التي شملت إلى جانب الإنكليزية، الفرنسية والإسبانية، والإيطالية، والبرتغالية والروسية، في دلالة على توق القارئ لمطالعة النصوص التراثية النابعة من الموروث الشعبي.

وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم إن معهد الشارقة للتراث منفتح على نشر دراسات ونصوص تراثية حول مختلف الموضوعات، وعبّر عن استعداد المعهد لتبني إصدار موسوعة عربية حول الكائنات الخرافية، مشيراً إلى أن الوطن العربي غني بالتراث الجدير بالتوثيق والدراسة وإشراك الجمهور في الاطلاع على كنوزه.
 


ودعا المشاركون في الجلسة إلى أهمية توظيف مضمون الموسوعة في أعمال درامية للصغار والكبار، بغرض استلهام التراث العربي في أعمال سينمائية وتليفزيونية، كبديل عن استهلاك أعمال توظف الأساطير البعيدة عن مخزن الثقافة العربية.

ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفى جاد إلى أن الوقت قد حان لأن يمنح الباحثون في التراث فرصة للقارئ للاطلاع على ما يتم جمعه وتوثيقه من الحكايات التراثية والأساطير، من دون مقدمات نظرية لا تهم إلا الأكاديميين، واعتبر أن موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي للدكتور عبد العزيز المسلم مادة غنية ومشوقة للقراءة.

وقال إنه كتب مقدمتها بعد أن عرضها عليه المؤلف بوصفها كتاباً، لكنه اعتبرها موسوعة، داعياً إلى أن يتم توظيفها في الدراما، لأن السينما الغربية تقوم بإعادة إنتاج أساطير منطقتنا من وجهة نظرها، ومتسائلاً لماذا لا نوظف ما لدينا بدلاً من استهلاك حكايات وأساطير بعيدة عن المخيلة العربية.

بدوره قرأ محمد نجيب قدورة أرجوزة شعرية تعليمية قال إن القصد منها سرد الكائنات الخرافية التي وردت في موسوعة الدكتور عبدالعزيز المسلم، ومما ورد في الأرجوزة:
"الشر في ثورته خريطة
تبتلع المؤذين والعبيطة
وآخر في شكله كأرنب
يقفز أو كالأسد المضطرب
والذئب في وثبته الطويلة
بوسولع مفترس بحيله"

وتحدثت الدكتورة رؤى قداح عن البعد العجائبي في الحكايات الخرافية من خلال الموسوعة، ورصدت صور الأنوثة المتشيطنة في الخراريف الإماراتية من خلال الشخصيات الثمان التي تحيل إلى الأنثى مثل "السعلوة" و"أم الدويس" و"النغاقة" و"أم الصبيان"، ورأت أن الصور الشيطانية للعجوز في المرويات الشعبية على اختلافها تؤكد وحدة المقولات الذكورية حول شيطنة العجوز في جميع الثقافات.

يشمل الكتاب 6 قراءات، تناولت في إحداها الدكتورة رؤى قداح الجذور الأسطورية للأنوثة المتشيطنة في الخراريف الإماراتية، وقدم الدكتور رسول محمد رسول قراءة في بنية الموروث الحكائي الشعبي في الإمارات، وقراءة أخرى مضيئة مع أرجوزة شعرية لمحمد نجيب قدورة، نظم فيها أسماء الكائنات التي تناولتها الموسوعة، وقراءة للكاتب والشاعر إبراهيم الملا بعنوان "سرديات الرعب ودراما الخرافة الشعبية"، أما دلال جويد فتناولت الخراريف باعتبارها خيالاً يبني قيم الواقع، وفي مفتتح المقاربات كتب الدكتور باسم عبود الياسري حول الخرافة كفعل إنساني، واختتم الكتاب بفصل شمل ببليوغرافيا عربية مختارة عن الكائنات الخرافية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم