اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لا شيء يمنعها من البوح بأنوثتها الشاحبة
30-01-2021 | 10:25
المصدر: "النهار"
عذراء لا ترتدي
خطواتنا
تنكر معانقة الملح
مسامها
تنكر هروب الشمس
من غيمة حبلى بالدموع
عذراء تلفظ
كل القرى من رحم أمومتها
والقليل من الأغنيات
تمشط أرصفتها
بالنشاز
بالمرض
بالهذيان
لكنها عذراء
ولا شيء يمنعها من البوح
بأنوثتها الشاحبة
أتفقّد أصابعها الرومانية
من على سريري
أحصي عدد الكمامات
المرمية بعيدًا عن
"خراب" حريتها
أرسم حارتها القديمة
بتقصير جديد
وعلى "مباركة " كبدها
أرتجل سَكرة تعابيري
صور التي سلبت السكون
من حركات المحجورين
هي الألم التي عجنت
كذبة الهدوء على مهلها
كيما يعود الإسكندر
مفترسًا بالصبا حكمتها
هي الكلمة التي خرجت
عن قانون الأسطر
وباعت الشمس حريق
أوردتها
عذراء لكن سوقها يتبضع الموت
تباعًا
يحمل المسنين على بسطات
من أمل
يبعثر عظام الحائرين الهاربين
من خلافات الشهيق والزفير
من هدنة السعيد والتعيس
فهل من خريطة
تكفر بحدودها؟
هل من جزيرة بالمناعة تواسيها؟
والموت ذاك الرجل الشاعري
الذي مرّغ أنف طليقته
برماد الصور
هل ينازل طليقته في حانة
موجودة معدومة؟
هل يبحث عن أصابعه
فيكتب سيرته الذاتية
أمام أزهار
تعبت براعمها من خدمة
الأضرحة؟
عذراء هي المدينة التي
مارست أنوثتها
بفحش أبجديّ
عذراء تلك المرأة
التي نذرت أبناءها
لمعبد شرورهم الأزلي...
