جيرار دوبارديو لـ"النهار": لم يبقَ لي شيء سوى الحبّ
28-11-2020 | 00:00
المصدر: "النهار"
"لا سياسة!"، حذّرني الرجل الأصلع الضخم الذي فتح باب القصر حيث يقيم جيرار دوبارديو لبضعة أيام ضيفاً على مهرجان الجونة، قبل ان يقودني اليه بعد انتظار دقائق خمس. رغم التحذير، كاد الفنّان الفرنسي (1948) لا يكف عن تناول السياسة، خصوصاً تلك التي تصنعها أميركا وتبثّها في العالم. هو حافي القدمين، وأنا من خلف الكمامة، تحدّثنا في شؤون عدة: منصّات الكترونية، روحانيات، أدب، حبّ. هذا الذي اضطلع بدور الفلاح والمتمرد والصعلوك والفنّان والفاسد والعاشق والأب والسياسي، في إدارة قامات الإخراج السينمائي (رينه، تروفو، سوتيه، برتوللوتشي، فيريري، بيالا، فايدا، شيرو، غودار، بيري…)، فتح قلبه لـ"النهار" بلا تردد. وقبل ان أرى ملامح الاكتفاء ترتسم على وجهه، سألني عن لبنان. عندما أخبرته عن مدى مأسوية الأحوال، ردّ: "دعني أقل لك شيئاً، لبنان لن يموت. أتعلم لماذا؟ لأنه مهنة وليس بلداً". في الآتي، تفاصيل حوار "النهار" مع أكبر ممثّل حيّ. * ما رأيك في مهرجان الجونة؟ - أنتَ الذي يجب ان تقول لي عن رأيك. تأتي إلى هنا منذ سنوات… * كيف هو انطباعك الأوليّ؟ - (متحدّثاً إلى مساعده). أشعر بالبرد، خفِّف مستوى المكيّف… أوكي، يفاجئني هذا المهرجان في مثل هذا التوقيت. ليس من السهل تنظيم حدث ثقافي كهذا في عز كورونا. هذا الوباء حرب أخرى تُفرض علينا. إقتصادياً، دخل العالم في فوضى كبيرة. * كيف عشتَ الحجر في الأشهر الأخيرة قبل المجيء إلى هنا؟ - لم أتأثر لأنني لم أعد في السينما كما قبل. السينما سيستام آخر حالياً. باتت على منصّات الكترونية. هذه المنصّات لا بأس بها، لأنها تُساعد الناس في تعريفهم على بلدان لا يعرفونها وثقافات هي في الأساس بعيدة منهم. أميركا مثلاً، كثيراً ما جهلناها وأخطأنا في فهمها. بفضل المنصّات التي تعرض أفلاماً ومسلسلات، أصبحنا شهوداً على العقلية الأميركية. شاهدتُ أيضاً أفلاماً عربية على هذه المنصّات. صرنا نرى العالم بشكل أفضل، ويبدو ان السينما ما عادت تلعب هذا الدور. * ولكن لا مثيل لصالة السينما، كالتي تسلّمتَ فيها جائزة فخرية أمس هنا في الجونة. - بالتأكيد، صالة السينما شيء في منتهى الروعة. أنت هنا تتكلّم عن حدث كبير. المهرجانات ستستمر، لكن الشاشات الكبيرة أصبحت متوافرة في كلّ مكان، بدءاً من البيوت. الصالة التي نقصدها بعد الظهر ما عادت هي الحدث الذي نتشاركه مع الآخرين كما في السابق. ما عادت أماكن لمشاهدة فيلم كبير. طبعاً، سيكون ممتعاً لو حدث. لكن السينما شاخت. انها اليوم فنُّ قديم. اختفى النجوم الذين كانوا يصنعون مجدها (وهذا ليس بالأمر السيئ تماماً) وغاب السينمائيون الكبار الذين عرفتهم في بداياتي، أما عدد المنتجين المبادرين فتقلّص عددهم كثيراً. المنتجون اليوم متخرجو كليات أعمال (…). * لطالما كنتَ رجلاً مليئاً بالشغف. هل الشغف هو الشيء الوحيد الذي حدد خياراتك في الحياة أو كانت لديك اعتبارات أخرى؟ - عشتُ آخر سنوات السينما. السينما مع أل التعريف. اليوم نسمّيها "سينما المهرجانات". صحيح انه ما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول