السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

استشراف على الجلال في "باب الملك عبد الله" لشوقي دلال

المصدر: النهار
لوحة "باب الملك عبد الله" بريشة الفنان شوقي دلال.
لوحة "باب الملك عبد الله" بريشة الفنان شوقي دلال.
A+ A-

بهية أحمد الطّشم

نُطلّ على الجلال العارِم والوقار الفائق من باب الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، في ربوع الحرم المكّي الشريف.

يُلفتنا قي استهلال التأمّل، بروز الطّراز المعماري الرّاقي في معالم البوابة. وتُبهرنا سِمات الزّخرفة الاسلامية البهيّة على امتداد الأفق القُدسيّ لحيّز المكان.

وإزاء الاستقراء الهندسيّ للأروقة في محيط البوابة، حيث تتسم القناطر والأعمدة بالارتفاع الشاهق وتعبّر أجلّ تعبير عن مبلغ الوقار المرموق، وكذلك تنمّ ضخامتها عن قداسة المعالم و وتبلورعُمق أهميتها الرّاسخة.

ويدلّ  في الصّدد عينه، مبلغ علّو القبب الشريفة على مقدار العَظَمة  البالغة والمنضوية  بين  مداميك هذا المَعلَم التاريخيِ الذي يشكّل قبلة المسلمين في صلاتهم، لا سيّما وأنّه يُعّد المدخل الرئيسي للحَرَم الشريف، وتعلوه المِئذنتان المقدّستان في ربوع أقدس بقعة على  وجه الأرض عند المسلمين.

على هذا النحو، يُخيّل إلينا كأنّ ريشة الرسّام تخطّ  مسار النفس في رحلتها الايمانية نحو مملكة النور الالهي عبر الاشراق المتجلّي في الألوان السّاطعة والمتجليّة، وبالأخصّ اللون الأزرق المنسجم مع سِمة الاطمئنان الذي يكاد يعانق السّماء.

أمّا اللون الذّهبي المنغرِس في عمق التوهّج والسّطوع،  فيكشِف عن مبلغ الاشراق الايماني في حنايا الحَرم الشريف. كما يتناثر أَلقُاً لأبيض في حنايا الأيقونة كلآلىء خارقة الجمال على أديم السّحر.

 وفي سِياق تحليل فلسفيّ للمكان، ضمن أبعاد المساحة الشاسعة لبهو الساحة العامة للبوابة، نجد أنها تعكس رحابة في استقبال المؤمنين الذي يحملون قلوبهم على أيدي الرجاء من كل أصقاع العالم.

هذا الباب الزّاخر بالسمّو يُعدّ بمثابة النافذة الجديدة والمستشرفة على الكعبة الشريفة. إذ يُتيح  التماس البصري المباشر، لكلّ من يحجّ الى المكان، ويكرّس التأمّل الأرقى في نقوش وكتابات الحَرم.

وكذلك يزدان مدخل الباب بالمصابيح الزاخرة، حيث تتلألأ بتوهجها كقوافل من النجوم ويسطع ألقها مشرقاً لتجعل كل ما يسمى ظلام في عِداد العدم ولتُبهر العيون والقلوب في آن.

وبمُوازاتها، تتسع مداخل هذه العمارة السّامية التي شيّدت أعلى أبواب المسجد الحرام. هنا، تتضرّع الأكفّ بخالص الرجاء وتسجد القلوب بخشوع .

وكأننّا بصدد استشراف الجلال في حيّز مكاني من الأرقى في العالم، لنخلُص إلى القول:

ما أجمل أن نكون حقاً ودوماً على باب الجلال الذي يُوصد الابواب أمام كل أشكال القنوط!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم