الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شربل داغر يُوَشّي الأدبَ بالفِكر

المصدر: "النهار"
Bookmark
شربل داغر.
شربل داغر.
A+ A-
الدكتور جورج شبلي الأدبُ، وحدَه، لا يَجري كلامُهُ مَجرى الأمثالِ، إذا لم يُوَشَّ بفِكرٍ كلَمعِ السَّراب، هو الأَبلَغُ في الأَلسنةِ الفِصاح، يَصِلُ إلى حيثُ تُقَصِّرُ الكلماتُ في الإِبانةِ، والدّلالة. وإذا كان، هناك، اتّصالٌ بين الأدبِ والذَّهَب، فالمَرمَرُ هو لونُ الفِكرِ حلاوةِ المَجالِس، هذه التي تُنَبِّهُ إلى أنّ النّشاطَ الذِّهنيَّ حاضِر.شربل داغر الذي لم يَلبسْ للدَّهرِ ثوبًا من الصَّبر، كانَ في نتاجاتِهِ مثلَ الأَشجارِ للأثمار، يملكُ في الإبداعِ قلبًا، ويَدًا. وعندما زارَتِ الكتابةُ شربل، كانَ حَطَبُها رَطِبًا، وانصرَفَت عنهُ يَقدحُ نارُها. ولمّا كانت لا يخرجُ من ضرسِها، مع سواه، إلّا بِنَزعِ نفسِها، فهي، في موجِ حِبرِهِ تلوي عُنُقَها إعجابًا، وكأنّها في مَرجِ إِجاداتٍ يَشقُّ لها لِحافُ الدَّهشة. ويصحُّ القَولُ إنّ شربل داغر قَنَّنَ للإبداعِ في غَزوَةِ نِتاجِهِ الكِتابيّ، وبمهارةٍ بَلَّغَته حدَّ التَفَوّق.إنّ شِعرَ شربل داغر يحلو ماؤُهُ، فهو أخذَ من الجَمالِ جُرَعًا، فبينَ داغر والجَمال قوّةُ أَسر، نتحسَّسُها أَنّى سرَّحنا أبصارَنا في تصويراتِهِ، ومَشاهدِهِ الأخّاذةِ التي تجعلُ الأُذنَ، أحيانًا، تَغارُ من العَين. وتَصويراتُهُ ابتكارٌ يدفعُ إلى النَّشوةِ، فكأنّه سقاها بجَدولٍ من خَمر، فقَسَمَت سُكْرًا بين ناظِريها. إنّ سقفَ الشِّعرِ المُسَطَّحَ، تحوَّلَ معه مُقَبَّبًا بالعِبرةِ، والقِيَم، ونُقوشًا مُرَصَّعةً على صفائحِ وَرَقِه، ولوحاتٍ رقيقةَ الجَنبات، ظاهرُها أشكالٌ، وألوان، وأهدافُها دروسٌ مُوَجَّهةٌ إلى مُتَلَقّين. وهؤلاءِ لم يعتبرْهم شربل داغر من أُسُسِ الإبداعِ الرئيسيّة، بل مُشارِكين في إنتاجِ القصيدةِ بالذّات.كنتُ أَحسبُ أنّ شربل انقطعَ إلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم