الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العراقي محمد هاشم مُترجماً قصائد صوفية: الإنسانية تجمعنا (فيديو)

المصدر: "النهار"
المترجم العراقي محمد هاشم.
المترجم العراقي محمد هاشم.
A+ A-
لم يكن يعلم المترجم العراقي محمد هاشم أنّ مشاهدات قصيدة "نسيمي" الصوفية، التي ترجمها من الأذربيجانية إلى العربية للشاعر عماد الدين نسيمي، وقدّمها كعمل ملحميّ، ولحّنها وغنّاها المنشد والملحن والمنتج سامي يوسف، ستصل إلى أكثر من نصف مليون مشاهدة وأكثر من 7800 مشاركة خلال نحو ثلاثة أشهر فقط.
 
 
العامل الرئيسي الذي دفع محمد هاشم إلى ترجمة هذه القصيدة هو اهتمامه بالتراث الصوفيّ، وخصوصاً التراث الشعري والفلسفي منذ أكثر من عقد، حيث كان من أبرز الأسماء التي قرأ لها وترجم لها الشاعر عماد الدين نسيمي، والذي يعتبر أحد الرموز الوطنية لأذربيجان.
 

سببٌ آخر هو الإنتاج الفني واللحن الآخاذ الذي وضعه المنشد والمؤلف الموسيقي سامي يوسف الذي تتمحور أناشيده حول الروحانية الشاملة، ويمزج في أعماله عناصر من التراث الإسلامي والغربي والشرقي.
 
ويأتي لحن سامي يوسف مختلفاً عن ألحان أخرى وضعت للقصيدة عينها، فضلاً عن أهمية العرض الموسيقي المتقن الذي قدمت من خلاله القصيدة، والأداء العالي للفرقة الموسيقية.
 

وعن انتشار الفيديو يقول هاشم؛ الذي يتقن التركية والفارسية والجزء الأكبر من الأذربيجانية بالإضافة إلى لغته الأم العربية: "قمت بنشر القصيدة ولم أتوقع أنها ستلاقي هذا الانتشار. أسعدني جداً الانتشار الكبير للقصيدة التي ترجمتها، وأكد لي ذلك وجود متذوّقين للجمال والتراث الصوفي في وطننا العربي الذي احتضن أبرز شعراء التصوّف".

ويتابع: "تنطلق قصيدة (لا يمكن احتوائي) من نظرية في الصوفية مفادها أن البشر والموجودات هي تجليات للخالق، وأن هنالك ترابطاً وثيقاً بين الخالق والإنسان، وبالتالي إذا أردت أن تعرف الخالق اعرف نفسك أولاً"، مشيراً إلى أن رسالته الأساسية من ترجمة هذه القصيدة هي "التأكيد على ضرورة عدم اختزال مفهوم الخالق بمفاهيم ضيقة نمطية، لطالما شوهت صورته في أذهان كثيرين".
 

ويضيف: "في ظل الأوضاع التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط من ظروف سياسية واقتصادية، وبروز نعرات التطرف والتعصب المذهبي والقومي بشكل كبير، شعرت بأهمية ترجمة هذه نصّ يسلط الضوء على أننا بشر متساويين، نمتلك الكثير من الأمور المشتركة، وما يجمعنا حقاً هي الإنسانية قبل كل شيء".

وعن اهتمامه بموسيقى والإرث الإنساني لهذه الدول، يقول: "مهتم جداً بتاريخ وثقافة وعادات وموسيقى هذه البلدان منذ أكثر من 15 سنة، وعبر السفر المتكرر لهذه البلدان سجلت الكثير من ملاحظاتي وإعجابي بما شاهدته واختبرته. كرجل شرقي أشعر بانتماء روحي كبير لهذه الأراضي فضلاً عن انتمائي الوطني لبلدي العراق".

ومحمد هاشم هو مهندس له اهتمام خاص باللغات والبحث عن تاريخها وأصول الكلمات والتغييرات التي طرأت على اللغة عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى كونه قارئاً شغوفاً وموسيقياً.
 

ولد في بغداد في العام 1986، ويعمل في هندسة الكهرباء نهاراً، ويقضي وقتاً طويلاً في القراءة والبحث والترجمة والاستماع للموسيقى.

تعلم الفارسية والتركية بمجهود شخصي وبشكل مركز في الفترة ما بين عامي 2009 و2012، وبدأ مشواره مع الترجمة كهاوٍ في العام 2013، من خلال ترجمة نصوص من اللغة الفارسية إلى العربية.

طوّر مهاراته في الترجمة عبر السنوات، ووصلت ترجماته لأكثر من 100 ترجمة ما بين قصائد وأغنيات، ولديه اهتمام خاص بإرث العالم والشاعر والمتصوّف جلال الدين الرومي.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم