الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قراءة في ستّ خلاصات لإبداعيّة الشاعر شوقي أبي شقرا

المصدر: "النهار"
Bookmark
الشاعر شوقي أبي شقرا.
الشاعر شوقي أبي شقرا.
A+ A-
أنطوان أبو زيد أقصر هذا المقال على إبداعية الشاعر شوقي أبي شقرا، في ما خصّ الصوَر الشعرية وعالمه الشعري ولغته الشعرية، مستندا في ذلك الى نصوص من كتابيه "صلاة الاشتياق على سرير الوحدة" (دار رياض الريّس 1995) و"عندنا الآهة والأغنية وجارنا المطرب" (دار نلسن 2021). إنّ المفاهيمي البلاغية التي أستخدمها ها هنا لتتبّع الصور الشعرية لدى الشاعر وتحليلها، مستمدّة من علوم البلاغة التقليدية والحديثة وتلك المعاصرة، على تباين مرجعياتها. يستلزم التتبّعُ تأويلًا متّصلًا، حكمًا، بالموضوع أو الفكرة الرئيسية في النص، أو بالمآل التعبيري الذي يتّضح لي، عبر القراءة. لربما احتاج التأويل وتحليل مظاهر إبداعية الشاعر أبي شقرا، الى المزيد من ربط التصنيفات البلاغية أو الصور الشعرية مع مستويات أخرى في لغة الشاعر، مثل المستوى التركيبي، أو الهندسي، أو غيرهما. في ما يأتي ستّ خلاصات، أعرض فيها لما استنتجته من قراءاتي للصور الشعرية وللموضوعات المتواترة وللأسلوب في كلا العملين، وما لازمها ورافقها، وما انضوت فيه من أشكال وصور بلاغية جديدة، شكّلت جميعها بعضًا من مظاهر إبداعية الشاعر، أحاول تظهيرها تباعًا.  أوّلًا: فرادة الصور واستحالة إفرادها أولى هذه الخلاصات أنّ الغالبية العظمى من الصور الشعرية الواردة في الكتابين هي فريدة، قياسًا الى التراث البلاغي السابق زمنًا، التقليدي منه والحديث؛ فلو أخذت مثلا: "أجرّ قلمي من قرنيْه" (صلاة الاشتياق ص:17)، و"يحومُ الثأرُ باشقًا" (عندنا الآهة ص:79)، لتبيّن لك أنّ كلتا الاستعارتين المكنيّتين، صورةٌ جديدةٌ لم يسبق لشاعر أن أتى مثلها، ولم يندرج شبيه لها في التراث البلاغي السالف ذكره. هذا ينطبق على الصور الشعرية الآتية: أ- في كتاب "صلاة الاشتياق على سرير الوحدة": "والخناجر تلعب بالموت"، "فالزاي عنزة"، "فأجرح كاحلي وتبتسم الأعشاب"، "ونترك الغلطة في الإملاء / تعصر الليمونة والزيتونة"، "الرقّة تلمسني"، "تأخّرت يداي/ لم تدخلا الى السهرة / ولا الزرّ جلس في مقعده"، "والمغارة وكر/ ثعلب الشهوة"، "لا بدّ من القلم / لأوصل السيدة الى العنوان/ والهمسات الى الأذنين/ والمطر الى سقفي"، "والحرباء تعصر الحامض للأولاد/ تمشط الندامة والخجل"، "فيظلّ العدل يصلّي المسبحة ولا يزعل الله"، "وكلّ البحّارة هنا / يقتلون المرفأ بالضجيج".  ب- وفي كتاب "عندنا الآهة والأغنية وجارنا المطرب الصدى": "الإسكملة تدبك جامدة"، "وأنتَ حرف الراء/ في سعادة في صرماية الضيعة وتفكّ عقدة الكرافات"، "والبومة تنظّف الروث من حقيبة الديناصور"، "وحين نهبط الى خيشوم الحكاية "، "ويا أيّ هزيمة ولا انتحار على مقصلة العتمة"، "الوردة سترقص وتعاني وتستجدي قناع الاسكندر وأمواج/ الزوارق وشربين الحصار"، "أشتري الغابة/ لأضمّد ركبتي من الصدمة ودم حالتي"، "الكهف يحفظني لأفحص العافية وصدر الجبنة الغالية"، "القبّة صاحت لنا ومساؤنا والخير والراحة على خزامى/ المصطبة"،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم