تبعات مميتة للكوارث الطبيعية... أبرز 10 أحداث مرتبطة بتغيّر المناخ في الـ2021

قد يكون عام 2021 من أبرز الأعوام التي ظهرت فيها بشكل واضح لا لبس فيه تبعات التغيّر المناخي على الحياة البشريّة، إذ حصل العديد من الكوارث المناخيّة التي أدّت إلى أضرار ضخمة جداً، واعتبرها العلماء دلائل على نتائج التغيّر المناخي والاحتباس الحراري.
 
في هذا السياق، نشرت شبكة "سي إن إن" تقريراً عرضت فيه أبرز عشرة أحداث حصلت في عام 2021 لها علاقة بملفّ التغيّر المناخي:
 
أمطار في غرينلاند
في آب الماضي، هطلت الأمطار في غرينلاند، علماً بأن الإقليم يشهد عادة تساقطاً للثلوج بدل المطر. كما ارتفعت درجات الحرارة فوق درجة التجمّد في 15 آب، وهي المرّة الثالثة في أقلّ من عقد.
 
كان هذا أكبر هطل للأمطار منذ بدء حفظ السجلّات في عام 1950، وفقاً لمركز بيانات الجليد والثلج الوطني.
 

موجة جليد في تكساس
أصابت ولاية تكساس الأميركية حالة من التجمّد التاريخي في شهر شباط. وشعر السكّان ببرودة الطقس أيضاً في الكثير من مناطق السهول الوسطى والجنوبية الشرقية.
 
وأظهر الطقس البارد كيف يمكن أزمة المناخ أن تنتج درجات حرارة قصوى وباردة.
 
كذلك اجتاحت عاصفة شتوية مدمّرة وسط الولايات المتحدة في 15 شباط، وضربت حالة من التجمّد استمرّت عدّة أيام، وأفادت وزارة الخدمات الصحيّة بولاية تكساس أن طقس الشتاء القاسي أدّى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، فيما قدّر تقرير مستقلّ أجرته "Buzzfeed" أنّ عدد الوفيات بين 500 و1000. كما توقّف توليد الكهرباء، وفقد تقريباً 4 ملايين شخص الطاقة.

 
فيضانات هائلة في ثلاث قارّات
دمّرت الفيضانات القاتلة أجزاءً من أوروبا الغربية، بالإضافة إلى مقاطعة هنان الصينية، كما ولاية تينيسي الأميركية.
 
ففي منتصف شهر تمّوز، تسببت الفيضانات بمقتل أكثر من 200 شخص في ألمانيا وبلجيكا.
 
وفي الصين، تسبّبت الفيضانات التي ضربت مقاطعة هنان بمقتل أكثر من 300 شخص.
 
أما في الولايات المتحدة، فأدّت كميّة هائلة من الأمطار إلى فيضانات مفاجئة في ولاية تينيسي، قتلت أكثر من 24 شخصاً، من بينهم توأم يبلغان من العمر سبعة أشهر، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 270 منزلاً.
 
مجموعة من العلماء الذين يعملون على دراسة التغيّرات المناخية، قدّرت أنّ هطل الأمطار القياسي كان أكثر احتمالاً بتسعة أضعاف بسبب تغيّر المناخ الذي يسبّبه الإنسان.
 
 
الولايات المتحدة تنضمّ من جديد إلى اتفاقية باريس
في غضون ساعات من أداء اليمين وتنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً تنفيذياً في كانون الثاني للانضمام إلى اتفاقية المناخ العالمي المعروفة باسم اتفاقية باريس، التي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب.
 
وفي شهر نيسان، تعهّد بايدن بخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة إلى النصف بحلول عام 2030.
 
 
تقرير الأمم المتحدة: رمز أحمر
تنشر الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة تقريراً يلخص حالة أبحاث المناخ، كل ست إلى سبع سنوات. وخلص تقرير اللجنة الأخير، الذي صدر في آب، إلى أنّه ما "لا لبس فيه" أن البشر تسبّبوا بأزمة المناخ وأن تغيّرات واسعة النطاق وسريعة قد حدثت بالفعل، بعضها بنحو لا رجوع فيه".
 
من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التقرير بأنه "رمز أحمر للإنسانية". وقال العلماء: "إن درجة حرارة الكوكب قد ارتفعت بسرعة بأكثر من 1 درجة مئوية، وهي تتّجه الآن نحو 1.5 درجة، وهي عتبة حرجة".
 

قمّة غلاسكو المناخية
في تشرين الثاني، اجتمع قادة العالم في غلاسكو لحضور قمّة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة تحت عنوان COP26.
 
وبعد أسبوعين من المفاوضات حول كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وقّع نحو مئتي دولة على ميثاق غلاسكو للمناخ، الذي تضمّن أول اعتراف بدور حرق الوقود الأحفوري في إدامة أزمة المناخ.
 

إعصار إيدا
في أواخر شهر آب، دمّر إعصار من الفئة الرابعة، وأطلق عليه تسمية إيدا، المنازل واقتلع الأشجار وقطع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في ولايتَي ميسيسيبي ولويزيانا الأميركيتين.
 
وكان إعصار إيدا خير مثال على تأثير التغيّر المناخي على الأعاصير وجعلها أخطر.
 
لكن التأثير لم ينته على الساحل الخليجي. فعندما كانت العاصفة تشق طريقها إلى الداخل، تسببت بقايا الإعصار بفيضانات مفاجئة في شمال شرق الولايات المتحدة. كما حطّمت العاصفة الرقم القياسي لسقوط الأمطار لمدّة ساعة واحدة في سنترال بارك.
 
وقتلت الفيضانات عشرات الأشخاص، وغرق الكثير منهم في الطوابق السفلى من الشقق في مدينة نيويورك، فيما لا يزال بعض الناجين من الإعصار في المدينة نازحين.
 
وكشفت العاصفة الحاجة الماسّة لتقوية البنية التحتيّة للمدينة في مواجهة أزمة المناخ المتفاقمة.
 
يُذكر أن إعصار إيدا كلّف 60 مليار دولار على الأقلّ، وتجاوز هذا الرقم التكلفة الإجمالية للأعاصير المدارية السبعة الأشدّ ضرراً في عام 2020.
 

سلسة أعاصير كانون الأول
في نهاية عام مليء بالكوارث المناخيّة، ضربت سلسلة من الأعاصير الغرب الأوسط وجنوب شرق الولايات المتحدة في 12 و13 كانون الأول، علماً بأن الشهر الأخير من العام هو عادةً أكثر الشهور هدوءاً بالنسبة للأعاصير.
 
وفي ولاية كنتاكي الأميركية، قتلت الأعاصير العشرات من الأشخاص، كما اقتلعت الأشجار ودمّرت المنازل.
 

موجة حرارة شمال غرب المحيط الهادئ
تسبّبت موجة حرّ غير مسبوقة في أواخر حزيران بمقتل مئات الأشخاص في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ ومقاطعة كندية.
 
وفي كندا، أشعلت نفس الموجة الحارّة حرائق غابات سريعة الحركة.

الجفاف وحرائق الغابات ونقص المياه
كان غرب الولايات المتحدة تحت تأثير جفاف تاريخي لعدّة سنوات، ويقول العلماء إنه علامة واضحة لجهة كيفيّة تأثير أزمة المناخ لا فقط على الطقس، بل على إمدادات المياه وإنتاج الغذاء وتوليد الكهرباء.
 
في ولاية كاليفورنيا الأميركية، كان الجفاف هذا الصيف هو الأشدّ في سجلّ الولاية البالغ 126 عاماً، إذ كان شهر تمّوز 2021 هو الشهر الأكثر جفافاً منذ بدء جمع البيانات في عام 1895.
 
في السياق، جفّت بحيرتا "ميد" و"باول"، وهما من أكبر خزانات البلاد لجهة المياه، ووصلت كمّيات المياه إلى معدّلات تنذر بالخطر بعد شتاء جافّ وجفاف شديد هذا الصيف. من جهتها، أعلنت الحكومة الفدرالية في آب عن نقص المياه في نهر كولورادو لأول مرة.
 
كذلك أدّى الجفاف الضخم إلى تهيئة الأرضية لمشاهد حرائق الغابات الخطيرة، إذ تسبّبت أكبر ثلاثة حرائق في عام 2021، وهي حرائق Bootleg وDixie وCaldor، بحرق ما يقارب 1.6 مليون فدّان، وهي مساحة تعادل نصف مساحة ولاية كونيكتيكت الأميركية.
 
 
الصور من "أ.ف.ب".