الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"الحديد المشغول في عمارة بيروت القرن 20" لمازن حيدر: إحياء تراث "مغبون" في أكثر من 52 منطقة

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
الحديد المشغول على إحدى شرفات مبنى في منطقة اليسوعيّة
الحديد المشغول على إحدى شرفات مبنى في منطقة اليسوعيّة
A+ A-
يحيّرك مازن حيدر، المهندس المعماريّ، بحماسه في مشاركته المعرفة مع الآخرين، من خلال إصداراته البحثية، التي تصبّ في أمرين: محاولة إيقاظ الذاكرة الفردية والجماعية، وإحياء حوار بين بحثه والقارئ والجماعة.
 
 

إصداره الجديد عن "أعمال الحديد المشغول في عمارة بيروت في القرن 20" عن دار غوتنار الفرنسية، هو اوّل بحث شامل عن مدينة بيروت، وفقاً لما ذكره لنا في اتّصال معه من مركز إقامته في فرنسا، تناول مسحًا جغرافيًّا شاملاً حول عمارة القرن العشرين في جميع أنحاء بيروت الإدارية، حتى في تلك الأحياء الأقلّ حظًا من غيرها في التغطية الأكاديمية كالحرج مثلاً، المصيطبة، برج أبي حيدر، أوتيل ديو أو غيرها، في محاولة جديّة لرصد 1500 رفع هندسيّ لدرابزين وشبابيك وأبواب وأسوار لأكثر من 600 مبنى شُيّد في الفترة ما بين 1900-1970 في أكثر من 52 منطقة من أحياء بيروت.

الحديد
 
البحث أراده حيدر لإنصاف عمارة القرن العشرين "المهمّشة" في مدينة بيروت، أي بعد الاستقلال الى سبعينات القرن الماضي، ولاسيّما في إصداره، الذي يتناول فيه تاريخ استخدام الحديد وتحوّلاته في هندسة بيروت المعمارية في القرن العشرين.
 
إذاً، غاية هذه الدراسة وفقاً لحيدر هو التركيز على دور الحديد المشغول على الدرابزين والأبواب والشبابيك في العمارة البيروتية العائدة الى القرن العشرين لتعريف القرّاء على أهميتها، ولفت انتباههم على ضرورة إدراجها كتراث في حدّ ذاته.
 
 
لمَ التركيز على هذه الفترة؟ أجاب بحماس أنّ عمارة القرن العشرين لم تدرج الى اليوم كتراث في حدّ ذاته رغم أنّ غالبية الحقبة العمرانية في هذه الفترة ساهمت في انتشار مدارس الحداثة الدولية القائمة فعلياً في تقنيات البناء، وأنواع الواجهات الملبّسة بالفسيفساء في الـ 50 والـ60 من القرن الماضي وسواها.
 
تزامنت هذه الحقبة من انتشار عمارة القرن العشرين، وفقاً له، مع نهضة فكرية تمايزت بدور الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة "الألبا" وبتخرّج مجموعة رائدة من المعماريين اللبنانيين، الذين درسوا في الخارج وعادوا للعمل في بيروت، ومن بين المعماريين المذكورين في الكتاب فريد طراد، سعيد حجيل، إيلي بطرس، إدغار سيستو، سامي عبد الباقي، فردينان داغر وغيرهم، إضافة الى أبرز حدّادَين وهما كيغام دانتزيكيان وأفيديس كازازيان.

القرن الـ 20
 
ماذا عن الحديد المشغول؟ برأيه، انّ العمارة المبنية في محيط كلّ من اوروبا والمتوسط تحكي أعمالًا زخرفية في عمارة القرن العشرين، في حين ترتكز الزخرفة في بيروت على الشرفات والشبابيك والبوابات، مشيراً الى أنّه وصلت من خلال هذه المجموعة من المعماريين أعمال الحديد الى لبنان في بداية القرن العشرين، حيث انتشرت الكتالوغات الفرنسيّة بين عشرينيات وخمسينيات القرن العشرين، والتي روّجت لأعمال أبرز مصمّمي الديكور والحديد الباريسيين مثل جيلبير بوايراه أو ريمون سوب.
 
بالنسبة اليه، حاول مستوردو الحديد المشغول في وقت لاحق أن يتحرّروا من النموذج الفرنسيّ، مشيراً الى أنّهم عملوا على الانطلاق من المدرسة الجمالية الفرنسية ليبتكروا نماذج ورسومات أساسية محلية الطراز، ومنها رسم طائر الفينيق على درابزين، أو أرزة لبنان كما هي مرفوعة على بوابة في بناء في منطقة الجعيتاوي.
 
البحث، وفقاً له، هو مسح لكلّ حيّ في بيروت من الصنائع الى الجعيتاوي مروراً بالقنطاري وصولاً الى الحمراء وفرن الحايك وسواها.
 
 
المهمّ أنّه دعوة الى اكتشاف الأحياء من خلال خارطة طريق فيها البناء ورقم العقار واسم الحيّ، مشيراً الى أنّ الأحياء، التي تمّ إعمارها بعد سبعينيات القرن الماضي كما الحال في الرملة البيضاء، شهدت تراجعاً في الأعمال الحديدية على النوافذ والشرفات، لأنّ مالكيها اعتمدوا على الألومنيوم الأقلّ كلفة من الحديد المشغول.
 
الكتاب، هو وقفة مع الذاكرة من أجل نشر التوعية على أهمية العمارة في القرن العشرين في بيروت والتشجيع على اكتشاف المدينة وعلاقتها بالحديد المشغول من خلال هذه الدراسة، التي هي فعلياً مصالحة بين اللبنانيين ومدينتهم من خلال جولة على عمارة القرن العشرين والأعمال الحديدية في واجهاتها، التي تستحقّ إدراجها على لائحة الجرد العام.
 
 
 
يتوجّه الكتاب إلى اللبنانيين لتعريفهم على مدينتهم، وإلى غير اللبنانيين الفرنكوفونيين لكي يتعرّفوا على المدينة من خلال عماراتها، وخرائط دقيقة تقترح مساراتٍ لاكتشافها.
 
Twitter:@rosettefadel
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم