شعر: علاء زريفة
أحبك أنتِ
لا قبلكِ
لا بعدك.
كل سائل منوي رميتهُ يوماً
لأنه لم يتعمد في رحم أنوثتك
لم يتشه حد الانغماس الحر
في لاشيئية الجماع القدسي
لعاشقين لم يعبرا نهراً أبدا.
*
كنا
متوحدينِ في الهشاشةِ
ضوءٌ أزرق يتبعُ صرير الوقت
متباعدينِ في الغناءْ
صوتُ حفيفٍ يراقصُ الستائر المجعدةْ
كلانا هنا وهناك
وحيدين
يجمعان في أديم الزجاج
أجزاءهُما المبعثرة.
*
إننا خارج الزمن
كائنان هلاميان يتمشيان على أرصفة الوقت الضائع،
دودتان تنزلقان في تربة العدم
وترفعان أكفهما لحاضرٍ
يذوب بين الأصابع كالرمل.
*
كلما مرضتُ بكِ...
شكوت الأمر لقلبي،
أجده يقف على قدميه
ويشمّ عطر بقاياكِ ثم يضحك ساخراً مني.
كلما هاجمني ذئب الحُب
أحار كيف أقتل نفسي لأهرب منكِ.
*
عاودني جرحي بالسؤال عنكِ!
كيف لم أرسل سوسنة واحدةً تُزينُ ليلاً نسينا وحيدين وغاب.
*
لكِ كل ما لم أقل...
أو زدّتُ في المعنى فضاع صوتكِ في صراخ القصيد
وجوفِ الكلام في فمي المبلّلِ باسمك...
تركتُ لغربتي وداعاً جميلاً
وقافيةً لم تهتز بقرارة هاويةْ
وتعالى قلبي
وقع من خوفه بين قدميّ
لا تأتِ مع أحد...
فالغياب لا يحتملُ كل هذا الموت.
*
ما زلت منتظراً
ما زال قلبي صامداً
مع فرص أقل بالنجاة من الذبحة القادمة
فانتظريني أمام غرفة الانعاش
وأنت تنظرين من خلف الزجاج السميك
وتمني له الشفاء العاجل
منكِ فيك.