شعر: عباس الأمارة
القلب بقدر هواه
ترنيمةٌ معذّبةٌ تعلو ناصيتي
وعلى قدر تحضير أرواح قبلاتك
كنت على استعجال مهيب
أُشاغبُ فيه رؤى الانثيال
وأستسقي لجدب قصائدي ماءَ وجهِك
للوصول إلى أقاصي جنانِك
تكتنز صدري أنفاسٌ للصبى
ويؤنس روحي حواري الشَّغِف
وتلك الشعرة المجنونة البيضاء أُخفيها
في قلب الشَّيْب
وقد مسّ إبليسُك بطانتَهُ
أمشي على الثّلج ولا يبدو أثرٌ لقدمي
أردِّدُ في ارتعاشاتي
القلبُ الذي لا يمسَّه الهوى يشبه الحجر
رقصْتُ كما لو أنّني
صيّادٌ فَقَدَ رشدَهُ وهو يرى في شباكه صقرًا
عظيمًا.
وكأنَّ الحُلمَ هو طُعمٌ خالٍ من الوهم
وعلَيَّ ابتلاعُه من الشّغَف الى الشّغَف
ما كنتُ أحسبُه فخًّا بهذا الوله والتّعذيب
رغم مهارتي في مطاردة الفريسة والنّيل
من صعاليك الخجل في روحي
ما كنت أدري أنّ
القصائدَ الشاقّة ليست مُرادًا عذبًا للصدور
وأنّ رقص الدراويش لا يأتي إلّا بالهموم
والحكمة والانتظار...
ولكي أكون ماهرًا في الصّمت
ومتلبِّسًا بجلبابه...
عليَّ إيجاد رقعة من القماش أرمي عليها أحجارَ الفضول...
تتنبّأ فيه لدَمي بخوض حديثٍ قصير مع عيونك
لكنّك يا عُصارة الكلام...
اِخترتني كأهمَّ قطعة على رقعة الشّطرنج...
أَصول بسيفي وقصائدي.
وعليّ أن أقدِّمَ دمي فداءً لقلعة أمنياتك !
ولأنّني...
لست من ذوي اختلاق الأحاديث الملوّنة...
أرقص الآن لوحدي...
رقصة الدراويش.
عباس الأمارة