الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في وداع الرسام التشكيلي الياس ديب: عدنان خوجه يحاكيه على أبواب السماوات

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
Bookmark
المرحلة الهلامية في أعمال الياس ديب.
المرحلة الهلامية في أعمال الياس ديب.
A+ A-
 قبيل عيد الحب، توفي الرسام التشكيلي الياس ديب في باريس، تلك المدينة التي فيها جزء من ذاته. توقف قلبه عن الخفقان، وهو بعيد من لبنان، الذي كان يخصص له مكانة خاصة في وجدانه. تمكن ديب من تقديم الكائنات الهلامية في رسوماته وتحديث أسلوبه التشكيلي الفني الحي مركزاً على لغة الألوان، محاولاً الدمج الحيوي بين الداخل والخارج، أو بين الواقعية وحالات التبسيط. حياته تشبه لوحة خاصة رسمها بتأن، من رسام الى أستاذ في معهد الفنون الجميلة وصولاً الى باحث وكاتب. رافقه قلق دائم من عامل الوقت وعقارب الساعة، مما دفعه الى العمل كباحث في كتب عن الفنون النظرية التطبيقية ومنها كتاب الأداة السحرية، قراءات في كف جبران، حلل فيه لوحة لجبران خليل جبران وهو صادر بالفرنسية والعربية والفرنسية، وآخر إصدار له، وتضمن مجموعة قصائد بعنوان "طاحونة الصدى" وهي قصائد طويلة في غالبها.   مرحلة المسابح ذكر في إحدى قصائده "بين غفوات وحلم يعبر الليل جفوني خفيفاً كالسراب/ يوقظ النفس لحظة نور قرب الفجر عند مفارق الشفاء/ ويبقى الجسم فوق سرير الانتظار/ ابواق الحلم تصدح في شعرها الاحمر من هي/ اهي الحياة؟/ تعلو اشرعة الغياب ومراكب الضباب تنتظر... الموت قريب"؟وختم القصيدة بالقول "أموت.. أموت بلا خوف أموت (ابي وامي هل ألقاهما هناك؟) كيف تنتظم الفصول عند مداخل الخلود؟/ قبل اقفال بوابة الحقيقة في عين المكان والزمان/ يظهر وجود افتراضي تضمه الصلاة/ الى صدرها أنفاساً ترانيم حياة".ديب توفي في فرنسا بعدما عاش هول فاجعة 4 آب. بقي في منزله محاطاً بأضرار كبيرة في الأشرفية وهو يتابع عمله في تنظيم لوحاته والعيش معها لكونها كنزه الوحيد في حياته.من هو الياس ديب في عيون رفاق دربه؟ قبل كل شيء هو الرسام المثقف، الذي قد لا يكرم في بلده كما يجب، لأن غالبية الأسماء، التي تطوف اليوم في أيامنا، هي على قياس ثقافة من زماننا المضطرب. خص رفيق دربه عدنان خوجه الموقع الإلكتروني لـ"النهار" برسالة وجهها الى  الياس ديب وهو على عتبة الدخول الى الملكوت كشف من خلالها عن الوجه الإنساني والثقافي للياس ديب كما عرفه منذ أيام الصبا حتى ساعة الوداع. هنا نص الرسالة:رفيقي وزميلي الياس ديب لصدمة كبيرة لنا وموجعة غيابك المفاجئ، هذا الغياب العابق بالحضور والغني بالإطلالة على باب الملكوت،  وانت تحمل بيديك هموم بلد لم يولد ولا يسمح له ان يبصر نور الحرية. من هموم السياسة الى هموم الفن، ذلك الامل الذي تركته بيننا نحن اصدقاؤك ومحبوك ورفاق درب تجلجل بالاحزان والمشقات. لم يكن نضالك سهلاً في سنوات العمر الاخيرة، كما لم يكن ايضاً في بدايات عمرك الفني. من باريس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم