الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تضحكين من قدري المعلّق على شجرةٍ دائمةِ الخضرةِ

المصدر: "النهار"
الأقدار المعلّقة (تعبيرية- لوحة لخالد الخاني).
الأقدار المعلّقة (تعبيرية- لوحة لخالد الخاني).
A+ A-
 
شعر: علاء زريفة- سوريا

أتلف قلبي 
غرام تلك المتزوجة
ليتها تُطلّقني!
أقاوم داء الحب
أعالجه بالسخرية
أحاصر حصارها 
ألقي التحية عليها
حين تمضي
بلا أمل/
مرحباً، سلاماً، إلى اللقاء حتى الوداع.
 
*
أوزعُ حلمي كيفما أشاءُ،
وكيفما تشاءُ 
طاحونة البُن
في أمسي الغريب
عني
وأُلهبُ حشيشه
مشاعاً
كلما جددت تحية العزاء
لحاضري 
أو تركتُ لموسيقى الكمان
استكمال طقوس الجنازة. 
 
*
- أعود إلى شبحي
بين طاولة وكرسيّ
في زاوية مقهىً
أجسّ فروة اليدين، 
أمعن في تفاصيل الغياب
أرتب فوضى ضفيرتها 
بما تبقى من أصابعي، 
وأرفع بباطن الكف رأسها.
انظري في ما انتهى مني
تجدين رجلاً أدمن خمرته المحرمة 
وراح يصرخ من عُري عاطفته: اقتلوني!
تختبرين بحاسة الأم شكوى الألم 
حين يزهق ابن قلبكِ أرواحه ليدخل معك حيز الأسطورة. 
تتجاهلين نشيجه المدمى بعسل الأغواء، 
كلما رقصت فراشة صغرى في ثقب غمازتك اليسرى. 
يقتلك الحُب من دون موتٍ واضحٍ أو فناء ضروري بين صخور الكنايةِ وعشبٍ ضل سبيله إلى ركبتيكِ.
تعرفين الغرامَ يوماً كما عرفه هذا الولد المنبوذ من رحمةِ السماء وفيضِ نهرٍ تحركين ضفتيه إذ ترفعين ساقيكِ.
أكون مجنوناً
كما تصفين هوسي بمشاغلة القمر زجاجة الليل حين تهمسين: لا استطيع.
تصيرين مني كأنك أنا
وأفشل أبداً في اخفاء موتي
بينما تكتبين لي: لا تنتظر! 
تضحكين من قدري المعلّق على شجرةٍ دائمةِ الخضرةِ 
في حديقةِ بيتكِ
تغلقين الباب
تعال ولا ترحل
مرحباً، سلاماً، إلى اللقاء حتى الوداع. 
ويصرخُ الشهيدُ في صوتي:
إلى آخرِ الحُبِ... أحبكِ!

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم