الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تحية لروح "نجمة القدس "الشهيدة شيرين بو عاقلة

المصدر: "النهار"
الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
A+ A-
باسم عون
 
"أمَا لآخر هذا الليل من آخر ؟"... هذه الصرخة المدوّية التي قذفها شاعر الثورة الفلسطينية بوجه القدر، بوجه الزمان، بوجه الغرب المتواطئ، بوجه الإنسانية جمعاء بل بوجه السماء الصمّاء...
 
نعم يا درويش، يبدو أن صرختك المدوّية لم تلقَ مجيبًا. وهذه الشهيدة شيرين ابو عاقلة قد وافتك في الهناك الأرحب كي تحيطك علمًا بما كان لصرختك اليائسة تلك من أصداء...
نعم يا درويش، ما زال درب جلجلة فلسطين طويلًا جدًا... وستخبرك شيرين بالكثير الكثير مما فاتك عن أرض الزيتون و"البرتقال الحزين"!
 
لا بد أن تخبرك عمّا قاله المعلم الالهي الفلسطيني، ذلك النجار من الناصرة، من أنّه "ما من تلميذ أفضل من معلمه" و"كما اضطهدوا المعلم سوف يضطهدون تلاميذه".
 
وستخبرك شيرين أيضًا أنّهُ منذ اكثر من الفي سنة عندما قامت عصابة من اليهود بصلب يسوع على أيدي الرومان، وبعد موت الرب تداعت هذه العصابة من كبار اليهود إلى مقر الحاكم الروماني مطالبين اياه بوضع الحراسة على قبره، فأجابهم الحاكم: "الرجل قد مات. ألم
 
يكفكم موته؟ أي صنفٍ من البشر أنتم؟
نعم يا صاحب "سجِّل أنا عربي" لم يكتفِ أنجاس الصهاينة بقتل يسوع، بل أرادوا أن يقتلوه ويقتلوه ويقتلوه حتى ما بعد الموت.
 
وهذا هو التاريخ السمج يكرر ذاته من جديد فاليوم يا سيدي الشاعر ها هم الرعاع من أحفاد أولٰئك الذين صلبوا يسوع ولم يكتفوا، ها هم يتدافعون خلف الجنازة يتنابحون مسعورين ليمنعوا المشيعين من أكرام شهيدتهم الحبيبة في يوم جنازتها المهيبة. غير أن هؤلاء الأوغاد القتلة لم يستطيعوا شيئًا في وسط هذا الخضم من جموع الشعب الفلسطيني العظيم، وكان أنّ الجنازة قد تحولت الى عرسٍ وطنيٍ رائع إذ وحدت شيرين بدمائها الزكيّة جميع اطياف الشعب الفلسطيني.
 
أنظر يا درويش ها هي دماء العنفوان الفلسطيني قد عادت- وهي ما خمدت يومًا- لتغلي في شرايين الوطن السليب. وهذا بالطبع ما أثار حفيظة المحتل وما أكد هواجسه بأنه لن يكون له راحة بين ظهراني هذا الشعب الغضوب الأبيّ الصامد...
 
وهذا زميلك المبدع اللبناني "العاصي" الرحباني الكبير ما زال يكرر ويعيد من الفَوق أيضًا: "عبث كل اللي صار، عبث اللي بدو يصير، قتلنا البيّ، قتلنا البنت وعبث. شو بدنا نقتل تَ نقتل ما بقى رح تخلص القصة... خود العسكر وهروب يحنّي جايين، من خلف الصخور جايين، من تحت الشجر جايين. جايين وجايين من أيام الغضب، إيديهن عم تلوّح بالزمان... هربو ت نهرب هربو...".
 
نعم يا درويش. نم قرير العين. سيهربون يومًا، سيرجعون إلى شتاتهم، سيهربون ذات ثورة، لا بدّ أن يهربوا ما دام في الأرض حقٌّ وما دام في السماء إلٰه...
وأنتم... أنتم أيها الممانعون والمقاومون والصامدون في أرجاء الأرض، بالله عليكم إتّقوا الله في الشهداء وأعيدوا تصويب البوصلة، فالعدوّ هناك يصول ويجول مسعورًا بل مذعورًا قلقًا خائفًا من جنازة قد تتحول عرسًا وطنيًا كبيرًا وقد تحققت مخاوفه بالفعل.
 
نعم أيها المقاومون اينما كنتم، صوّبوا البوصلة، فالعدوّ هناك وليس في أيّ مكان آخر !
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم