لا أعدّ نفسي ناجياً من أي حرب

حسن عماد
 
خسرتُ مباشرتي
مبادرتي بالحديث
عن أي شيء نتحدّث
وإلى أي اتجاه تسير بنا مشاعرنا المؤطّرة
كخطاب سياسي

للمساء صيغة للحضور
له مفرداته التي نكرّرها
لم نبتدع شيئاً
أعيد ترتيب الحديث
لعلّي أجد فراغاً بين كلمة وأخرى
يتّسع لقلبين
ولا فائدة

أشيخ في لحظات انتظار
كأي سجين
أفكر
كيف ابتدأ أول الكلام
وماذا قال أول شخص لعطر امرأة
وكيف لمَن يحملون الكلام ولا يقولونه
فناجين قهوة

أنا لا أعدّ نفسي ناجياً من أي حرب
ولست قتيلاً لأريح ظلّي في بقايا ذاكرة أبي
ولست قاتلاً كي أتشفّى بأحلام الضحية
ولست نبياً
لستُ إلهاً لكي أغفر لمن يذبحون بقايا الكلام

أنا آخر العاطلين عن العمل
لي رغبة في أن أجرّب طرد الهواء الملوّث بالموت
أن أرسم فوق كلّ خراب
زجاجة عطر
أن اتمشّى بشارع ذكريات لا مكان فيه لقنبلة موقوتة
أن أعدل هيئة حلم تهشم
بحلم جديد

أنا آخر العاطلين عن الحب
لي حبيبة مشنقة
تقف عند حدود الكلام
تكرّر جريمتها بكل برودة
بكل مساء.