الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

إلى أنسي الحاج في ذكرى غيابه السابعة: أنّا أمُّكَ

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
أنسي الحاج، بريشة الرسّام يوسف عون.
أنسي الحاج، بريشة الرسّام يوسف عون.
A+ A-
توفّي أنسي لويس الحاج في 18 شباط 2014 (ولد في 27 تمّوز 1937). لن أقولَ إنّه مات ميتةً طبيعيّة. كلّا. من المُعيب أنْ أتفوّه باسترخاصٍ كهذا لمقتلةِ أنسي الحاج. فقد مات قتلًا بالسرطان. بل شهيدًا. في ذكراه السابعة هذه، أكتب إليه، هو الذي لم يعرف أمّه ماري عقل، التي قُتِلتْ هي أيضًا بالسرطان، استشهادًا، لأقولَ له: أنا أمُّكَ.سأخاطبكَ بالشِّعر، لا بغيره. يمكنني بلا تردّدٍ، أنْ أقولَ الآتي: شِعرُكَ يسبقُ شِعرَكَ، ويسبقُكَ. وهو، بخلافِ عنوانٍ لكَ، وبخلافِ ذاتِهِ، ليس ماضيًا لأيّامٍ آتية، بل هو مستقبلُ أيّامٍ آتية، وحيواتٍ آتية، ولغاتٍ، من شِيَمِها أنّها تظلُّ آتية. وكلّما حاول شِعرُكَ اللحاقَ بشِعرِكَ، وكلّما حاولتَ، بنفسكَ، اللحاقَ به، أصابهُ، وأصابكَ، الدهشُ الذَّهولُ، ممّا أنتما فيه، وممّا هو عليه.  لذا، يُستحسَنُ أنْ تظلَّ تتغاضى عن فكرةِ التسابقِ للّحاقِ به، فهو سيظلُّ يسبقُ، وإنْ كنتَ الآن معه، وهو الآن معكَ، في اللّاحدود واللّامحدود.  لكأنَّ شِعرَكَ ظلٌّ لوهجِ شِعرِكَ، وهو ظلٌّ عاشقٌ للأصل، هائمٌ به، راكضٌ وراءَه، ليكونا رفيقَين متلازمَين، لئلّا تستولي الوحشةُ على أحدِهِما من جرّاء الفارقِ الذي لا يُفهَمُ إلّا افتراضًا، وبالتأويل، وهو فلسفيٌّ على كلّ حال. كالفارقِ القائمِ بين العينِ ومبتغى النظرة. بين القلبِ وقرعِ أجراسِهِ، وهو فارقٌ لا يُعتَدُّ به في الوقت. وكنتُ أسألُ ذاتي دائمًا، أيضجرُ شِعرُكَ من الشِّعر؟ وأنتَ، أأنتَ تضجرُ فقط من الشعراء – كما قلتَ - أم أيضًا من الشِّعر (وهذا ممّا لم تُقِرّ به)، مدركًا في قرارتي أنّ قولكَ المأثور في هذا الصدد، لم يكنْ سوى خديعةٍ لإِشهارِ ما لا يُقال.  ذلك، على كلِّ حالٍ، لم يكن خطأً يقعُ فيه شاعرٌ – مثلكَ -...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم