"فسيفساء الأماكن" (14): أحلم أن أُنقذَ جميع النساء من الحزن
13-11-2020 | 10:16
المصدر: "النهار"
شعر: رامي يمّين
هناكَ أميرٌ صغيرٌ،
أنا،
مهما كَبِرْتُ.
لا منازلَ في هذا الكونِ
سوى مَنزلي،
ولا وردةً أجملَ
من وَردتي.
***
أنتمي إليكم، إلينا،
حتّى إذا شَرَدْتُم أو شرَدْنا.
حتّى إذا سافَرَتِ السّاعاتُ إلى وقتٍ آخر
وحتّى وإن نَسينا اليومَ أن نحملَ الحلمَ في جَيبِنا
سيبقى البيتُ من قهوةٍ ومن كلامٍ،
من صباحٍ تشاركناهُ معَ الليلِ،
من حكاياتٍ عن آخرِ الأيّام وأوَّلِها...
لا شيءَ يَمحي أثرَ ضِحكةٍ دغدغتِ الفضاءَ،
أو صخرَةً،
للحظةٍ،
أعادتِ الأمَلَ.
لم نَزَلْ.
فالحلمُ كالضّحِكِ،
يعودُ ويعود...
***
أحلامي إمّا كبيرة جداً، أو صغيرة جداً.
أحلمُ، أنْ أكتبَ الحقيقة كلّها على صفحةٍ واحدة، أن أنجحَ بالنوم بانتظام، أن أُنقذَ جميعَ النساء من الحزن وأن أستفيقَ صباحاً واحداً دونَ صداع.
أنا كائنٌ متوسّط جدّاً.
تُثيرني حدودُ الكون.
ضائعٌ بينَ الذرّة والنّجوم، بينَ الموتِ والموت.
***
أشكُّ بي،
بتعاليمِ وجهي
على مرايا الْمراحيضِ،
وَصوتي الْخَشِن في أوّلِ الْكلام...
بِحُبّي لِلقهوة، وَالأغاني الْبسيطةِ
وحبّي للّذين مَرّوا سريعاً
ولم يَدْخُلوا سُجونَ الذّاكرةِ.
أَشكُّ،
فأصيرُ،
حبّاً،
فحبّاً،
فحرّاً...
ويكونُ حبّي لي،
يُشبهُني،
لا أكيدَ فيه،
ويكونُ،
أقربَ ما يكونُ
إلى الْحقيقة.