رحيل الشاعر العراقيّ الكبير سعدي يوسف (1934-2021) وطنُهُ وشعرُهُ زهرةٌ للقتيل وزهرةٌ ثانيةٌ لطفل القتيل
14-06-2021 | 00:12
المصدر: النهار
ما غاب شاعرٌ عراقيٌّ، نفيًا أو قتلًا أو انتحارًا أو موتًا، إلّا شعرتُ بأنّ جزءًا منّي قد غاب. عاش الشاعر العراقيّ الكبير سعدي يوسف حياته (1934 – 2021) كما يعيش طائرٌ مطرودٌ من قلبه، لكنْ من دون أنْ يتنكّر يومًا لهذا القلب، أو ينقلب عليه. لقد اصطحب سعدي يوسف الأقدار المأسويّة لبلاده في حلّه وترحاله، باعتبارها جوهرًا لا ينفصل عن جوهر وجوده الشخصيّ. وها أنا أراه الآن يعود إلى مسقط عينيه وقلبه متأبّطًا الأقدار الشخصيّة نفسها، ممزوجةً بأقدار عراقه، رافعًا نعشه فوق يديه الصابرتَين، مطمئنًّا إلى كونه ينضمّ إلى قافلة الشعراء الكبار الذين سبقوه على طريق الجلجلة العراقيّة، بعدما عبّدوا أرصفة المنافي العظمى بأوركسترا الرثاء الذي يوازي هسيس الماء والهواء في دجلة والفرات. سأقول إنّه عاد للتوّ ليُجالس روحه في البارات وفي مقاهي الأدباء والمثقّفين، أو ليتمشّى في شارع الرشيد، على...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول