السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

دورا مار "المعذبة"... عشيقة بيكاسو وملهمته!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
 لوحة دورا مار
لوحة دورا مار
A+ A-
منذ 4 أيام، أي في 8 نيسان، تمرّ الذكرى الـ49 لرحيل بيكاسو، وفي البال "دورا مار"، واسمها الأصليّ هنرييتا ثيودورا ماركوفيتش Henrietta Theodora Marković عشيقته وملهمته والموديل المعتمد للوحاته.
كانت نساؤه وسيلة للعبور إلى الأماكن المجهولة، التي يريد أن يحاول عبورها.
المرأة هي مفتاح للوحته، لا بل هي أساسيّة لخلقها، ابتداءً بأولغا خوخلوفا إلى ماري تيريوزوالتر، وصولاً إلى دورا مار ففرانسواز جيلوت وجاكلين روك.
 
 
عكست اللوحة المؤرّخة في العام 1936 بعنوان "دورا ومينوتر" طبيعة العلاقة، التي استمرّت نحو 8 أعوام بين الرّسام والمصوّرة دورا مار، صاحبة الشّعر الكثيف والعينين السوداوين الكبيرتين...

كيف التقيا؟
هي الأنثى التي انتقلت من حبيبته إلى عشيقته وصولاً إلى الموديل التي استوحى أعماله منها. كرّس بيكاسو لها العديد من لوحاته، التي رسمها فيها، وهي المرأة الباكية، ممّا دفعها إلى التعليق قائلة: "بالنسبة إليّ، يعترف بامرأة تبكي". أجابها بيكاسو بأنني "كنت أرسمها بأشكال معذّبة وليس بدافع السّادية بل بدافع المتعة".

في التفاصيل أن بيكاسو التقى "دورا مار"، وهو في الـ54 من العمر، فيما لم يتعدَّ عمرها حينها الـ28 عاماً، مع معلومة مهمّة أنّ حياة بيكاسو كان يتخلّلها علاقات غراميّة متساوية مع شغفه بالرسم وميله المتقطع إلى الغضب...
 

بداية المسيرة
في أواخر العام 1935 أو أوائل العام 1936، التقيا معاً، وأصبحا عاشقين بعد ذلك بوقت قصير. كانت في أوج مسيرتها المهنية، بينما كان يخرج ممّا وصفه بـ"أسوأ وقت في حياته، والسبب أنه لم ينحت أو يرسم منذ شهور".

كان لعلاقتهما تأثير كبير على حياتهما المهنية. وثقت مار معظم أعمال بيكاسو السياسية، غرنيكا 1937، وشجعت وعيه السياسي، ووثقت كل شيء في التصوير الفوتوغرافي. على وجه التحديد، علّمت "مار" بيكاسو تقنية "Clichet Vert"، كما شجّعته على العودة إلى الرسم من خلال الإشارة إلى الميزات المسطّحة والخطوط العريضة الجريئة للصور ذات النمط التكعيبي، التي رسمتها في هذا الوقت، والتي تعود إلى تأثرها ببيكاسو.

بحلول العام 1940، أدرج جواز سفرها مهنتها على أنّها "مصورة – رسامة".

 
عاش الثنائي حياة مفعمة بالإبداع في "سان جيرمان دي بري" إلى أن دفعته الحرب في إسبانيا إلى إحياء هويته مع انحيازه الفاضح إلى جانب الجمهوريين.

انطلق بيكاسو من مغامرة غرنيكا في العام 1937 لتتابع دورا مار سير العمل من خلال تقديم تقرير حقيقيّ عن اللوحة في طور الإنجاز...

رسم بيكاسو "مار" في العديد من اللوحات، بما في ذلك المرأة الباكية في العام 1937، مع أنّها أوضحت بأنّ الصورة ليست لها، بل هي استعارة لمأساة الشعب الإسباني.
كانت الحقيقة العميقة لدورا مار أن كليهما يخوضان الحرب، في خضم عاصفة تلتهم الحياة ونقيضها في الوقت نفسه.
 
التجربة 
 

عملا معاً في اندماج إبداعي قلّ نظيره. وفيما كانت حبيبته تواكب مراحل تخليد اسمه، طلب بيكاسو أن تدخل دورا مار نفسها في العملية الإبداعية، لأنه يدرك جيّداً موهبة عشيقته، بالرغم من أن طبيعته المحكومة بالغموض تمنعه من مواصلة التجربة.

تخلّت دورا مار عن شغفها، وبناءً على نصيحة بيكاسو، بدأت بالرسم، بالرّغم من أنّها لن تتمكّن من الوصول إلى القوة الابتكارية، التي يملكها عشيقها...
باختصار، ليس من المستبعد أن يكون لدى بيكاسو رغبة دفينة في إذلال دورا مار، لأنه لم يجنّبها أيّ إهانات أو تنمّر...

عاشت دورا مار أعواماً مظلمة أخرى متساوية مع أولئك، الذين يعانون من الاكتئاب والمعاناة النفسية، الاعتقال النفسيّ والعلاج العنيف والشعور بالوحدة.
 
 
اشترى بيكاسو لها منزلاً حيث عاشت تجربة شبه صوفية في خدمة شغفها بالتصوير، وميلها الى الرسم في مرحلة ما بعد الحرب المؤلمة للغاية بألوان الشغف، التي تنبعث منها أحياناً رشقات الضوء، حيث ستعيش منعزلة، تسجّل كلّ ذكريات الرّجل، الذي تعتبره سيّدها، ولهذا السبب أطلقت على نفسها لقب "عشيقته".

لقد كانت حلقة رئيسيّة في حياة بيكاسو العاطفية، لكنها القوة الإبداعية والمبتكرة للمينتور، ولا يُمكن أن تكتفي بهذا الحبّ الفريد، الذي افتخرت به كثيراً.

Twitter:@rosettefadel
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم