اشترِك في نشرتنا الإخبارية
فتاتٌ باردٌ في الظل
11-02-2021 | 10:48
المصدر: "النهار"
حسن عماد
كمنحدرٍ يعزينا الصباحُ
يلملمُ لهاثنا
يدربنا غوايةَ الهاوية
يدفعنا للظهيرة
يعزّينا بساعات متثائبة وفنجان قهوة....
تعلمنا الظهيرة فن الكلام
نعتاد ما نعتاد من صورٍ
لأشياءٍ لمحناها
نحنطها كذكرى عابرة للغد
ننسى ماء لذتها
لذة مائها
نكسّرها
نلملمها
فتاتٌ باردٌ في الظل
فتاتٌ حارقٌ في الشمسِ
بقايا من رماد الآن والأمس
تشوّهنا ظهيرتنا
نعزّي نفسنا بالنوم
نتكئ على ظلٍ يحاصرنا
يحيط بنا
يمهد للرحيل
أذرع سنديان طويلة كالموت تنهشنا
تسلمنا إلى ليلٍ يسامرنا
يسألنا
فلا ندرك
بأي كلام ننطقُ يا ليل
والفوضى تحاصرنا
شفاهُ تقضم الحسرة
ووجه غصّ بالحيرة
يقول لنا: تعلمتم
فهاتوا من نشيج الروح أغنيةً
أغنية.
وماذا بعد يا أحمق
ألم تقرأ حكاياتنا
على أكتافنا ارتسمت
على جبهاتنا انطبعت
على وجناتنا حُفرت
بدمع العين إن أفصح
اتجلدنا؟
تحاسبنا!
تعلّقنا بآمال تثرثرها
ترشّ نبيذك خدراً لأوجاع كتمناها
تفسّرنا كما تفهم
وتفهم ما تفسّر فيك الريح من معنى
وأنت فراغ هذا الكون
ثقبه الأسود
بدائي
وخالٍ من حكايانا
تحدّثنا وتنساها
تربّت فوق أيدينا تأكلها
تعانق فينا أصواتاً وتخنقها
نعدو خلفك دوماً بلا قدمين
كي نُهزم
وتعجبنا هزيمتنا
لأنك سوف تنساها
وتنسانا.
