اشترِك في نشرتنا الإخبارية
فسيفساء الأماكن (17): فُرِضتُ على الكون وفُرض عليّ
10-02-2021 | 12:09
المصدر: "النهار"
رامي يمّين
أريدُ أن أرسمَ لوحةً من الكلام، هذا ما أريدُه من الكتابة. أن يكونَ لي الخيار بأن أسافرَ دون أن أرحل، وأن أُحبَّ دون أن يُغرقَني الآخر بِكَومة لا شَيْئِه.
الكتابة، بالنسبة لي، هي هوايةُ المُغامر الكَسلان.
***
أصررتُ أن أكونَ بينَكم حينَ تَتِكُّ السّاعةُ، وأَعُدُّ سنةً أخرى تنتهي من عمري من دونِ إذني، وأُخرى تبدأُ مِنْ غير إذنٍ أَيضاً.
أصررتُ، وزَعبَرْت قليلاً، وهذا لأنّني أريدُ أن تشهدوا بأنّني أكبر، وأنّني أصيرُ عتيقاً أكثر معَ كلِ يوم.
تَحْتفلون اليومَ بي.
وأنا بدلاً من أن أكبرَ، أعود طفلاً.
أنا الكائنُ الّذي فُرضَ على الكون، وفُرضَ الكونُ عليّ أيضاً.
أنا كلُّ هذا اللاشيء،
أنتم جعلتُم منّي عيداً.
يُقال إنّ اللّه وحدَه يخلقُ شيئاً مِنْ لا شيءٍ،
ولكنّي أراكمُ دائماً،
وأرانا،
نَخْلِقُ مِنَ اللّاشيءِ أشياءً .
***
كلُّ شيءٍ تحتَ المطر نظيف،
كلُّنا تحتَ المطرِ أطفال.
***
في الصباحِ،
كما في الطفولةِ،
هناك أملٌ كبيرٌ بأنّنا سنَصْنَعُ شيئاً منَ الحياة.
ينتهي ويموتُ كلُّ الأملِ مع الليلِ.
أجملُ ما في النهار:
أوّلُ الصباحِ،
وآخرُ الليلِ.
***
أن تُحبَّ هو أن يعيشَ قلبُكَ بعيداً عنك، فتتمنّى لو تستطيع إدارة حركة الريح.
أن تحبَّ هو أن تعرفَ ما كانَ يدورُ في بالِ جدّتك، وهي ترسمُ صليباً في الهواء حولك، كلّما أخذتَ الطريق.
