الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

دور الثقافة في حفظ الهوية وتحصين الوطن

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
محمد وسام المرتضى*من المعروف في تاريخ الثقافة أنَّ صراعًا فكريًّا طويلًا نشِبَ في الأدب بين أصحاب الالتزام ودعاة الحرية، أريقَ في سبيله حبرٌ كثير، من غير أن تُحسَم الغلَبةُ لأحد الاتجاهَين. فقد ظلَّ الأدبُ الملتزمُ حيًّا يُرزَقُ على الصفحاتِ والمنابر، وبقي الأدبُ الحرُّ متحفِّزًا لاحتلال مساحاتٍ إضافية من الحضور الإبداعي الثقافي. لن أخوض قطعًا في تفاصيل هذا الصراع، بل أسارعُ إلى التأكيدِ على أنَّ موقفي منه منحازٌ مسبَقًا لاتجاهٍ بعينِه أعتقده منذ زمانٍ طويل. فأنا بطبعي ملتزمٌ الحرية مبدأً حقوقيًّا إنسانيًّا، شاملًا كلَّ ما ينتابُ الحياةَ البشريةَ من أحوالٍ وتطلعات، وبخاصة في الميدان الفكريِّ الثقافي. وهذا الاعتقاد عندي لا يعني موقفًا وسطًا بين الحدَّيْنِ المتقابلَين، ولا محاولةً للتوفيق بينهما، بل هو تعبيرٌ واضحٌ وصريح عمّا خبِرْتُه ومارستُه في عملي القضائي من وجوب إطلاق الحرية في التعاقد والقول والإيمان وغيرِها إلى أبعدِ مدًى ممكن، مع انصياعِ كل شيءٍ في الوقتِ نفسِه لأحكام القانون، الذي يحمل في أبعاده الفلسفية قيمَ المجتمع ومبادئَه وتضحياته وأخلاقيّاتِه. هذه المنطلقات الحقوقية مكَّنَتني على الدوام من أن أترك الحرية المطلقةَ للمتخاصمين خلال المحاكمات في قولِ ما يشاؤون دفاعًا عن مطالبهم، وأن أكتشفَ عبر حريتهم مكمن الحقِّ في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم