الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فسيفساء الأماكن (28): "وعندما أَتعبَكِ رأسي ورحلتي، كتبتُ لأدوّنَ الألم"

المصدر: "النهار"
 عين الفسيفساء.
عين الفسيفساء.
A+ A-
رامي يمّين
 
‏كتبتُ لكِ بعدما التقينا، لعلَّكِ تُحبّينني. وحصلَ ذلك. كتبتُ بعدها لكي أُثبتَ ما عرفناه معاً. كان حبّاً حقاً، يموتُ مكتفياً مَنْ يعرفُه.
 
وعندما أَتعبَك رأسي ورحلتي، كتبتُ لأدوّنَ الألم؛ نهايةُ الحب هي موتٌ نستطيعُ فَهمَه.
 
الآنَ وبعدَ مرور الوقت، تغيّرنا وما زلتُ أكتبُ لأقولَ للوقت: لا نخافُكَ، مُرّْ كما تشاء، فنحن نحفظُ التاريخ.
 
 
‏حياتُنا المؤجَّلة أخافُ ألّا نعيشَها أبداً. أخافُ أن يغدرَنا الوقتُ ويُعرّينا من آمالنا فجأة.
 
تعالي نخلقُ عالماً صغيراً بيننا، نكتبُ فيه التاريخ كما يجبُ أن يكون. نُغيّرُ الفصولَ بحسبِ مزاجنا، ونكتبُ نهاياتِنا كما نشاء.
 
لا شيءَ قوياً ضدَّ الموت إلّا الحب. فعلاً، لا شيءَ قوياً ضدَّ الموت إلّاه.
 
 
‏تُريحُني كآبتي كما تُريحُني كآبتُكِ. هي ردّةُ الفعل الأكثر طبيعيّة تجاه هذا الكون وكلّ ما يحدثُ فيه من اغتيالاتٍ للإنسان فينا.
 
تعالي نحزنُ مع بعضِنا. يوماً بعد يوم، أقرأُ أسرارَ حُزنِكِ في حركةِ يَديك وتصفيفةِ شَعرِك. إلى أن أكتشفَ الخيطَ الذي عليّ سَحبه لكي يَكُرَّ فيكِ الضَّحِكُ.
 
 
‏مَن هو بلا حبّ، هو في انتظار الحبّ. وانتظارُ الحب وقتٌ عالقٌ يُطرَحُ أضعافاً من عمرِنا.
 
 
‏لا أدري إنْ كانَ الجمالُ الذي عرفناه، منكِ أنتِ أم مِنّي أنا، أو أنّ مساحةً ينجذبُ إليها الضوء وتتكوّنُ بيننا كلّما التقينا.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم