الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لا شيء يقف أمام طموح الميزو سوبرانو نتاشا نصار

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
الميزو سوبرانو نتاشا نصار تحيّي رئيس فرقة "Les Cordes résonnantes" جو ضو في حفل افتتاح مهرحانات بيت الدين.
الميزو سوبرانو نتاشا نصار تحيّي رئيس فرقة "Les Cordes résonnantes" جو ضو في حفل افتتاح مهرحانات بيت الدين.
A+ A-
إذا كان غناء الأوبرا يعكس عبر الصوت حكاية من تاريخنا، فالميزو سوبرانو نتاشا نصار احتَوَت شغف هذا الغناء في حياتها، وبدأت تشقّ طريقها كأنّها تبني عمارةً من سفر طموحها الواسع المدى. التعبير مجازيّ وواقعيّ في آنٍ واحد، لأنّ نصار تعمل برويّة، كأنّها تبني عمارةً، الحجر وراء الحجر، لتصل إلى الاحتراف الحقيقيّ بعد المواظبة طبعاً...
 
 
إذاً وضعت نفسها تحت راية الأوبرا، واضعةً كذلك برنامجاً طويل الأمد للنجاح. تُواظب على تحقيق نفسها من خلال انتقالها
للدراسة في لندن حيث نالت منحةً دراسيةً لسنتَين في برنامج رائد لصندوق "Peace and Prosperity Trust"، وهدفه تقريب المسافة بين الثقافتَين الغريبة والشرقية، وتمكين الموسيقيّين والمغنّين في الشرق الأوسط - من خلال إكمال تحصيلهم العلمي عبر هذه المنحة - من أن يحتلّوا الصدارة في الفنون عالمياً، إضافة إلى أنّ الصندوق يحرص على تعزيز دور الجيل الجديد في صنع التغيير من خلال الثقافة والفنون الدولية. وتُشير نصار إلى أنّ "السوبرانو اللبنانية الكندية جويس خوري كانت من المشاركات في هذا البرنامج وهو يعكس مدى حرصنا على رفع اسم لبنان عالياً".

انصهرت نصار (27 عاماً) فعليّاً في المجتمع اللبناني منذ أعوام قليلة، وتحديداً قبل بداية جائحة كورونا، لأنّها شبّت خارج لبنان، مع الإشارة إلى أنّها الموهبة الوحيدة في عالم الغناء بين أفراد عائلتها. قالت إنّ "الغناء الأوبرالي جذبها وهي في عمر صغير جداً. رأت نفسها تغنّي من دون أن يواكبها أيّ أستاذ أو ما شابه. كانت تملك قدرة على حفظ الأغنيات الأوبرالية لتردّدها بكثير من الاندفاع والحب للغناء".
 


استمرّ شغفها للموسيقى، وتمكّنت في الـ14 عاماً من أن تُقدّم حفلًا أوبراليًّا "سولو" في قاعة كارنيغي وصولاً إلى افتتاحها الألعاب الأولمبية في دبي وهي لم تتعدَّ الـ13 عاماً...

بدأت مرحلة أخرى في حياتها عندما دخلت الجامعة، حيث اختارت تخصّصَين مختلفَين: الأول العلوم السياسية، والثاني الغناء الأوبرالي، وذلك بعد التحاقها بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة. هكذا انكبّت الجامعيّة في متابعة برنامجَين مختلفَين في الدراسة، لكي لا نقول عالمَين مضادين...

ماذا حصل معها؟ صارَحَتنا بأنّها في سنّ الـ18 عاماً فقدت صوتها وتوقّفت عن الغناء لمدّة ثلاثة أعوام. "كان الأمر فظيعاً"، قالت نصار. أكملت شارحة أنّه "في غضون ذلك، تابعتُ دراسة كلّ من العلوم السياسية والأوبرا في جامعة نورث ويسترن، حتى قرّر الأطباء خضوعي لعملية جراحية مع كلّ ما ينطوي عليه من مشكلات وعلى وجه الخصوص التزام الصمت التام لمدة شهر".

استعادت نصار "عافية صوتها" لتُكمل حياتها بديناميّة وأمل كبيرَين. ماذا عن لبنان؟ أكملت أنّها شاركت في حفلات موسيقية أوبرالية عدّة، مشيرة إلى أنّ "افتتاحها مع السوبرانو لارا جوخدار مهرجانات بيت الدين لصيف 2022 بأمسية موسيقية قدمتها فرقة (Les Cordes résonnantes) ساهم في دفع مهنتها نحو الأمام وزاد من ثقتها بالوصول إلى ما تصبو إليه".
 
 
تتوق نصار بالتعاون مع عازفة البيانو فاديا دوماني إلى تقريب الأوبرا من الجيل الشاب، والناس عموماً، مشيرة إلى أنّها أعدّت أسطوانة "سي دي" أدخلت إلى الأوبرا موسيقى الجاز والبوب وغيرها، لأنّها رأت في هذا الفن مقاربةً لكسر الصورة النمطيّة التي يحتكرها الشباب عن الأوبرا ولجعلهم يتآلفون مع هذه الموسيقى.

اعتبرت نصار أنّ هذا المشروع يجعلها تُخرج نفسها من مجرّد مغنّية أوبرا، ويضعها في خانة مغنّية تصبو إلى خلق شركة بين هذا النوع من الموسيقى والناس...
 

لنصار ريبرتوار لحفلات متنوّعة في لبنان، وهو سيبقى في قلبها حتى عند سفرها إلى لندن، لأنّها ستخصّه بزيارات عدّة للغناء، لأنّ وطنها الأم يستحقّ الكثير الكثير...

[email protected]
Twitter:@rosettefadel


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم