اشترِك في نشرتنا الإخبارية
الملهاة اللبنانية
08-03-2021 | 10:49
المصدر: "النهار"
1-
17 تشرين...
حين استقالت الشياطين
من أجسادنا
ودخلت الملائكة وفي
جعبتها سلالم من خلاص
تنخر أضلعنا
وتخلى المساء عن سكونه
وتمسكت النار بأرضها
وصارت صور الحكّام
وجبة تشتهيها الأقدام
2-
قبل فجر صحوتنا
كان الله يتأملنا
يزيد سمّ النتائج
في دمائنا
يصنع من أوردتنا
حبلاً لمشنقة
تغويها الرقاب الطريّة
وكان إبليس قد تخلى
عن حيائه ورفض الرجم
قبل فجر صحوتنا
كنا جماجم تتقاذفها سيقان
الوقت
في حارات الموت الضيقّة
3-
في تموز الحار
أصبنا بدنس الأقصى
تفرّجت مريم علينا
وأسرى محمد نحو
مقامات عذاباتنا
وصلّى ألا ينقذنا الله
حتى نقاوم
فقاومنا... وصنعنا من
خجل الأنقاض دربًا
يؤسّس لسكوت عميق...
عميق عميق...
4-
سعر صرف أحلامنا
فاق بؤس نظرنا
فاق توقّع ألوان حفظتها
أليافنا البصرية
سعر صرف أحلامنا
ضائع لا سوق سوداء تتبناه
ولا سوق بيضاء تعترف به
وتلك السيارة التي اشترينا
لها تنكة بنزين
صامت عن السير نحو الأبد
صامت عن معاكسة الطريق
سعر صرف أحلامنا
5-
ضائع أنا هل أعود الى نقطة الصفر
أم أبقى في فلك الحاضر
في صفر الآن
في لا شيء اللحظة
6-
خطاباتكم لم تكن
سوى شكر على غباء
من انتخب
لم ترتقِ لتكون عباءة
لأسى قبورنا...
7-
أعترف لكِ أني رميتُ
حزبيتي كزليخة في بئر
التناسي
أصبحت يوسفكِ يا شيرين
أمسيتُ ثائرًا يحمل
علمًا أبيضَ
علم العجز عن النسيان
علم رفض الواقع
اللون الأبيض
هروب ماء بشرتك
الى ضفة ذاكرتي
اللون الأبيض هي
بسم الله بناء الوطن
صلاة تبحث عن ألغازها
أطلب من رفاقي الثوار
أن يحشوا بنادق المعنى في لفظة
ثغورهم
وأمزق الأثواب عن الجاريات
وأطلب من خيّاط العمر
أن ينحت فستان الحلم
على سفوح جسمكِ الكوني...
8-
أمامنا لحظتان
لحظة للجوع
ولحظة للموت بعد
جثث قاتلينا...
9-
علينا يا الله
أن نستعير غيوم الكراهية
قليلاً
في عيوننا الكثير من الرماد
الكثير من 4 آب
والقليل من النجاة
10-
سامحوني لم استطع أن أبني
وطناً في قصيدة
لم أستطع أن أتوازن على
حبال الورقة المريضة
بالغياب
11-
خاتمتي ستكون دهسًا
تحت عجلات
الأمل
12-
قولوا لبيروت ولصور
ولقرية لا اعرفها
أن العشب سيطوي
أطرافه الدموية
لربيع آخر...
13-
كم أشتهي أن تُخرج الثورة
كلابًا أوفياء
لظلال طلابنا
كلابًا ينهشون أستاذة
يلقنوننا النفاق بغلاف
الحر المبدئيّ
14-
صخرة الروشة
كم مرة رمى سيزيف
تعبه في هذه البطن
اللبنانية الفينقية
المالحة
15-
روميو لجا الى لبنان
كي يقتل جولييت
وينهض بحثًا
عن رغيف...
16-
لن نتغيّر
طالما بعنا عيوننا
لرصاصات الأمن
لن نتغيّر طالما
تنشقنا نسامات الرضوخ
لن نتغيّر طالما
قرأنا الجرائد التي لا تتنفس
سوى الانهيار...
