الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عامان على رحيل موريس عواد... "هون الحكي ما بقا يفيد"

المصدر: "النهار"
موريس عواد.
موريس عواد.
A+ A-

في مناسبة مرور عامين على رحيل الشاعر موريس عوّاد، ننشر، تحية لروحه، ما كتبه عنه الدكتور ربيعة أبي فاضل، من تقديم الكاتبة مارلين سعاده، وأيضاً ما كتبه الكاتب جوزف شهدا والكاتبة هبة سلهب الأشقر عن الراحل الذي نفتقد.
 
 
خوابي الوفا المعتّقة عناقيدها، ولوّحها عمر من الصداقة والمحبة والصدق، سنة ورا سنة بتحكي قصتهن. سوا مشيو الطريق، سوا حلّقو بسما الشعر، وسكرت الحروف ع شفافن، ترافقو لآخر يوم عالمنبر، ولِمْ خلص مشوار موريس، صرخ ربيعة "الآخ" من قلب محروق ومشتاق. وكل سنة بهالذكرى، بترشح خوابي الوفا دموع، تتملّي كاس الشوق الموجوع. ومن سنين كان الحوار المثمر والتعلّق الطفولي بأرض الوطن والفكر والروح بين موريس وجوزف شهدا صديقو.
إذا الوطن غرق بدموعو ونسي، ربيعة أبي فاضل وجوزف شهدا ما نسيو شاعر من لبنان، عُرف بالتعلّق الطفولي بأرض لبنان، إلى حدّ صارت هي إمّو وبيّو، وكرّس كل حياتو للكلمة، ولِلّبْنَنِة: موريس عوّاد، حَقّو علينا ما ننساه.
مارلين سعاده
 

سنتين عا الغياب... ما رح ننساك
ربيعة أبي فاضل
يا موريس... سنتين عا الغياب، لكنّك حاضر بالقلب، وبالكتاب. الحِبر اللّي تركتو دَمّ عم ينبض، والصّوت الصارخ بعدو ب ها الفضا، ولبنان مشتقلك، وترابو، ملح الأرض، عم يندهلك... اغتنيت بمحبّة الفقر، وعشت العمر عم تخدم الهيكل، من قنّوبين لقانا، ومن الشطّ الأبيض للقرنة السَّودا، وما انطفت، بعد، الشموع اللي ضوّيتها ت ألله يحفظ لبنان، وها الجبال المقدّسة وها الساحل اللي تبارك بدعسات الرّسل، وألحان المتصوِّفين. 
 
من وقت اللي فتحت عينَين قلبك بغزير، عا المعرفة، رحت تفتّش عن بطل تَ يِحميلك ها الأرض المقدسة. رحت من صديق روحك المسيح، ليوسف بك كرم، لجاندرك، لسعيد عقل، لابن القلاعي... وبعد تجارب الأناشيد والمسرحيات، والروايات، وآخ الشعر، وقناديلو، انزويت بعزلة قاسية، واخترت الصمت، ورحت تحاور الشجر والعصافير... شو صرلك، إنت المعبّي البلاد بحضورو؟ ورحت حزين من ها الدني، خيفان عا الأرزات، وع المصير، وعا الدور التاريخي، وعا المستقبل! فضّلت الموت عا ها الحياة الزّفت، قلبك عا لبنان وقلوبن عا الحجار والدولار، ليل نهار! 

ووصَّيت بـ"هادا هوّي الرجّال" قلت: "ضلّكُن فايقين، وخبّروا قصّتو (يوسف بك كرم) ،لولادكن، ت يطلع الضوّ عا لبنان، ونفتح شبّاك عا الشمس، وشباك عا الحرّية" ولَفتني العنوان (ص. ١٢)،Liban ma souffrance، وقولك إنّك مضيِّع بطل اللي بيلاقيه يطرح الصوت. أنت لقيت كرم، اللي حط حصرم بعينين بني عثمان، وإجرامن، لكن تغيّر الهوا، وفلّوا من الباب، رجعوا من الشبّاك، لا بقا في شبابيك للفتح، ولا بقا في حرية، صرنا عا الأرض يا حكم، عم نفتّش عن كبير يكون خادم، يجوع قبل شعبو، يغسّل بدموعو قهر الفقرا والمعذّبين... لكن، شوف شو فيك تعمل من فوق، هون الحكي ما بقا يفيد، وصار الشعر والفن أرخص من الفجل، ما رح ننساك، علّمتنا كيف بيكون طعم الكرامي.
 
الحرّيّي غربي كبيري
هبة سلهب الأشقر
 غربي من حياة خلِقنا فيها من دون ما نعرف كيف ووَين ومين وليش!؟

موريس الحريّي
موريس
اخترَق لحظة خَلقو
فَوّح العطر من تِمّ إمّو

موريس الحريّي
عَبَّر عَ طريقتو
...
موريس الحريّي
حكيت بلبنانيّتنا، عَبّرت بيسوعَك، اشتكيت بإيمانك...

موريس الحرّيّي
ترَبَّعْت عَ عرش النّقا...
امتلكت لَغْوَنة الإمّ، وشلَحتا قصايد من حبّ، وإيمان، وحزن، ولوم، وغيرة، وقسا، ودفا، وغمر حنان...قصايد المبارح واليوم وبكرا
شلحتا قصايد رسايل، رسايل متناثرا بهوا الحرّيّي

موريس الحرّيّي
حمِلت صليب لبنان، ومشيت عَ جلجلة الحرّيّي
الحرّيّي انكتبت للّي متلك
...
بيتك تْعَمّر من وجع الحرّيّي، تْعَمّر من الشّعر بزوايا كلّ خبريّي، بوجّ كلّ عار وأسر وعنصريّي.
الحرّيّي عم تتنفّس دواوينك، وعم تِعْرَق مواج الذلّ...الحرّيّي عم بتعطّر الكرامي بطيب النّقا.
...
شكرًا موريس
شكرًا يا ربّي اللّي خلقت موريس من دون ما تسألو
جبلة كرامي وحرّيّي
قمح السّلام بلبنان


 

من كفرغربي عَ كفرسما
جوزف شهدا

صباح السّما موريس، كيفك فوق، أكيد مش بردان، حضن الله دافي، ومن بعدو حضن الإمّ.
أنا بعدني تحت "فوق الأرض" متل ما كنت تقول. بس كمان "إجر بالمقبرة وإجر برّا ويا ويل اللّي بدّو يِدْعَسلي عَ إجري اللّي برّا".
موريس...
 
قبل مَ إكتبلك، اتّصلت بِـ "ديوان" عمرك نجاة، ردّ عليّي "قصيدتك" أدون، سألتو كيف حالك؟ قلّلي "بعدْني فوق الأرض". عَطاني نجاة، اطّمّنت عْلَيا، تمتمت بصوت حزين: "سنتين برق كأنّن اليوم، مش قادرا إنسى راسو المسقّع اللّي حرَق ايدي، بَعدا ايدي مسقّعة لهلّق". وخبّرِتني إنّو عمْ تكتبلك كلّ يوم، ورح تضلّ لحتّى تلتقو.
 
إبنك ملكارت ما كان بالبيت عندك، كان ببيتو "وعا دعساتك ماشي" ليطالب بالحريّي. والشّباب اللّي بتحبّن وبيحبّوك، أكيد عم نتواصل معُن ويتواصلوا معك. يوسف وربيعة وجورج اللّي كنت تسمّي البطل وغيرن ...
 
موريس، ما بعرف شو بدّي قلّك عن أغنار، وقنديل السّفر، وآخ، وولادك الباقيين... بس بعرف إنّو مشتقلك لحدّ الوجع...
 
عا ذكر "الوجع"، بتذكّر لمّن مرّا كنّا عمْ نسكَر بشِعْرَك، حكينا عن حرف العين، قلتلّك كيف واو الجوع بتنطّ لَوَرا وبتصير وجع، والعدالة عهر وعار وعربدة. سَكّتّني وقلتلي ما تزعل: "عين العدرا نطّت لَقدّام وصارت بآخر يسوع"، وهون عطيت قيمة لحرف العين...ضحكنا وكان حديثنا بعدو بدينيّي.
 
من هون عرفت إنّك مفصّل ايمانك عَ قياسك. وأكّدتلّلي هالموضوع لمّن صرَخت: "لازم نهدم "التّصويني" ونكسّر الحواجز بيننا وبين الله".
 
"أنا يا جوزف لمّن صارت علاقتي بِ الله علاقة "خوش بوش"، صرت حسّ في أكتر وإستطعم عَظَمْتو وشمّ مجدو، ومش ناقصني إلّا شوفو".
انشالله يا موريس تكون طْلعت من كفرغربي عَ كفرسما وتكون شفتو لَ الله.
من تحت، خيّك جوزف.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم