الشاعر لامع الحرّ لـ"النهار": أكتب لأكون أنا... لعالم لم يولد بعد... لكنه سيولد!

الثقافة هي روح الديموقراطية. لذا نحن مستمرّون في المقاومة الثقافية بكلّ وجوهها... بالفن، بالشعر، بالكلمة، بالمسرح، بالرقص، بالجمال، بلغة اللون وإيقاع النحت ونوتات الموسيقى، تأكيداً منا لرفض ما يجري في حقّ بيروت وأهلها. طموحنا أن نحلم، أن نحوّل الكوابيس المحدقة بنا بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب إلى جلسة ولقاء وحديث وحوار مع الحبر.  بيروت ولبنانقبل الغوص في قصائده، خصّ لامع الحرّ كلاماً لبيروت المجروحة ولبنان المعذب قائلاً: بيروت عالم الرؤيا الذي لا ينتهي ولا يشيخ، كأنه القدر المشحون بعداً جمالياً، يُصفّي في الروح، وبمنحها من الألق ما يجعلها شمساً لا تعرف الغروب... وأكمل: أنّ تربيتنا على حبّ بيروت عنواناً لمجد لبناني لا ينكفئ، بل يتجلى على إيقاع نبض يصنع الحياة، يزيّنها بألف لون ولون، ويمضي في اختراق مألوفاتها، كأنه اللامألوف واللامنتظر، أو كأنّ مساحة الوجود تتسع، لتحتضن أغنيات لم يبن بريقها بعد. ماذا عن بيروت؟ يسارع قائلاً: لبيروت كما للبنان بكامله مجال كوني لا تضطرب الحواسّ، وإن علا الصراخ حوله، ولا يفقد كينونته، وإن غطّى الانفجار مجاله الجسدي المتصل بمجاله الروحي... بيروت، قال الحرّ، هي نقطة الضوء الوحيدة، التي تشعّ على الرغم من الظلام المتراكم، الذي ينبعث منه بكاء شجيّ يخترق المسامّ، ليزرع بذرة الأمل، على الرغم من طوابير الإحباط المتفرعنة.  انفجار المرفألنقف قليلاً عند انفجار بيروت. قال: انفجار بيروت لم يقتل مئتي شهيد ومئات الجرحى، بل قتل شعباً بأسره، أبى أن يخضع لهذه الطغمة الحاكمة، التي ما زالت على غيّها، على الرغم من المأساة المروّعة وعلى الرغم من الرماد المتشظّي. وذكر أنّ انفجار بيروت هو الخطّ الحاسم بين مرحلتين؛ مرحلة اللامبالاة التي كانت سائدة، ومرحلة المحاسبة التي تتجلّى خطوطها يوماً بعد آخر، لعلّ هؤلاء المجرمون يعاقبون، ونستعيد الدمّ المراق حلمه بالحياة،...