عارف الريس الفنان الداعي إلى الحرية: تساؤلات حول معرضه الاستعادي في "غاليري صفير- زملر"
06-12-2021 | 00:00
المصدر: "النهار"
غريتا نوفل* كبسولة زمنية قرب مرفأ بيروتللوهلة الأولى، يبدو لنا معرض عارف الريس في غاليري صفير-زملر استعراضيا أكثر منه استعاديا. نشعر بذلك لأن استعادة أعمال فنان بمكانة عارف الريس، وقد عُرف بغزارة إنتاجه، عملية ضخمة ودقيقة، بما اننا نمرّ بزمن جنوني مقيّد بقسوة شديدة. لحظة دخول القاعة الأولى، يستوقفني المشهد كأنه كبسولة زمنية مكثفة، تصويرا وتصوّرا لزمن دأب عارف الريس على مواكبة أحداثه بإصرار وعبّر عن تأثيره بجرأة. ينتابني شعور بأن التاريخ الفني يُستصعب سرده في فضاء هذين المكان والزمان. فالمراحل المختلفة التي عرفتها سيرة الفنان شكلت عملية بحث متواصل تجاوز إطار اللوحة أو المنحوتة المصقولة وترتيبها المنتظم. كانت تأتينا في كل مناسبة كمشهد تفاعلي يكمن فيه التفكير والتكوين والتأليف الفني: أعمال ذات مواضيع عميقة وألوان غزيرة، تركيبات فنية متنوعة، معقدة ومتعددة الأبعاد.نبحث بقلق عن مقدمة في المعرض، لمسيرة عارف الريس، عن عناوين أو نص تفسيري لمراحل فنه، عن مقال رئيسي حول الفنان الذي ضجّت الصحف بالمقالات بمعارضه المتجددة في كل مرة. نبحث عن مقابلات يشاركنا فيها عارف الريس التساؤلات التي كانت تجول في خاطره، وهو الفنان التقدمي، الثائر والملتزم انسانياً. لكننا نفتقد النصوص الدراسية المعمّقة عن فنان هو من أبرز فناني الحداثة في النصف الثاني من القرن العشرين وما يليه في لبنان ومن أكثرهم انتاجاً على صعيد اللوحة والمنحوتة. (عارف الريس بريشة غريتا نوفل) نتساءل لمن يتوجه هذا المعرض ولماذا يأتينا في هذه المرحلة بالذات وفي هذا المكان المحدد وعلى هذا الشكل؟ أسئلة تراودنا لأن الجيل الجديد ربما لن يفهم عمل عارف الريس، ومَن تتلمذ على يده وتابع فنه قد يشعر بالحيرة والخيبة.يبدو لنا هذا المعرض صامتا ومفكّكا ومفرّغا إلى حد ما، مقارنةً بمكانة الفنان العملاق ومخيلته وصرخته، وكل ما تحتويه سيرة أعماله من أفكار وآراء وتراكم للتجارب خلال سنين عديدة. هل يعبّر ذلك عن فراغنا وتفكك مجتمعنا اليوم؟ موقع المعرض يهيئنا إلى حد ما، والمرفأ المجاور يذكّرنا. لا بل يؤكد ذلك. ليس الهدف هنا انتقاد المعرض بشكل انفعالي لأن المبادرة قيّمة ولا شك في أن الاختيار الذي قامت به كاترين دافيد (منظِّمة المعرض) ذو اعتبارات كثيرة، وربما هي واجهت تحديات عديدة. الهدف الأساسي من هذا المقال، هو محاولة ترجمة أحاسيس صادقة. فمن عرف عارف الريس قد يفتقد الكثير في المعرض المطروح، ولكن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول