الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

خاص- في زمن كورونا... تأملات فكرية في الصراع المرهق بين الذات والوباء

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
Bookmark
لوحة لسلفادور دالي عن حوار سوريالي بينه وبين حبيبته.
لوحة لسلفادور دالي عن حوار سوريالي بينه وبين حبيبته.
A+ A-
إذا إنطلقنا في مقاربة آفة كورونا، من البديهي أن نعود بأدراجنا الى نظرية الشك للفيلسوف رينه ديكارت بصفته منعطف فكري مهم لكثير منا، لاسيما أنها أسست لمفهوم ألا وهو أن المعرفة باليقين تمر عبر الشك. وفي حال إنطلقت الذات الإنسانية في صراعها مع يوميات هذا الوباء، فإن الكوجيتو المشهور لديكارت: "أنا أفكر إذن أنا موجود" يترافق اليوم  مع إضطراب فاضح في التفكير وشك في الوجود. هذا الوجود الإنساني الرازح تحت وطأة تغير جذري في العلاقات الإنسانية مع الذات والآخر القريب والبعيد جراء وباء غير منظور. في منحى آخر، من المهم أن نصارح أنفسنا من خلال حوارذاتي. قد يكون الحوار، الذي أوجده غاستون بشلار ببعده الفلسفي الخيالي لأربعة عناصرالأرض، والماء، والهواء، والنار وهي أساس كل شيء، أحد الخيارات لمساعدتنا على مقاربة حسية  لعلاقتنا المضطربة  بالوباء وتداعياته النفسية والجسدية والمعنوية على الناجين منه أو حتى من أصيبوا به.يشكل أساس هذه الفلسفة مدخلاً لخيال خصب، لتطور فكر ذاتي عن علاقة الأنا بالوباء وقدرة الفرد على التكيف مع مستجدات مفهوم الحياة الخاصة والعامة وما بين كل منها. لفهم البعد الفلسفي لهذا الصراع المرهق بين الذات والوباء، خصت كل من رئيسة قسم الفلسفة في معهد الآداب الشرقية في جامعة القديس يوسف الدكتورة نادين عباس وأستاذة أستاذة الفلسفة العربية في الجامعة اللبنانية الدكتورة نايلة أبي نادر "النهار" بتأملات فكرية عن هذه الظاهرة الجديدة، التي إجتاحت بيوتنا دون إستئذان، وفرضت علينا مكرهين نمط حياة زائف جداً أي من نوع آخر وهنا مضمون النصين: تأمّلات في الأنا والآخرالدكتورة نادين عباس الإنسان بفطرته حيوان اجتماعيّ يعيش في مجتمعاتٍ منظّمة، مثله مثل القرد والأسد والنمل والنحل... بيدَ أنّ ما يميّزه عن باقي الحيوانات هو أنّ تفاعله لا يقتصر على أبناء جنسه فحسب، لكنّه يشمل أيضًا العالم والإله. فعلاقة الإنسان بالآخر ثلاثيّة الأبعاد: فهو أوّلًا يتفاعل مع الإنسان الآخر، وهو ثانيًا يتفاعل مع العالم بأشيائه الكثيرة، وهو ثالثًا يتفاعل مع الإله إذا كان مؤمنًا بوجوده. وقد اعتاد الإنسان الاجتماع والتعاون مع الآخرين لتحصيل احتياجاته الضروريّة من جهة، ولتلبية حاجته النفسيّة إلى التواصل مع الغير من جهةٍ أخرى.قد يعيش البعض في عزلةٍ وانقطاعٍ عن الناس، وتكون عادةً عزلةً اختياريّة. أمَّا أنْ يُجبَر الناس على التباعد أو الانعزال فأمرٌ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم