عُرس اللون في لوحة شوقي دلال: كُنه الحياة الحقّ

الدكتورة بهية أحمد الطشم

نتأمّل بنظرات هادئة يسِمُها إعجاب فائق أيقونة العرزال المتربّع على كتف هضبة شامخة بعيداً عن صخب الهموم المتعدّدة الوجه.
 
تجذبنا تفاصيله المرسومة بريشة موسومة بالعبقرية الرفيعة بتوقيع الفنان شوقي دلال، كأنّها (تفاصيله) مدينة من المغناطيس ينضوي فيها عرش مرصّع بالأحلام حيث يتعانق الواقع والخيال في آن، فينبضان شغفاً فوق الطلول.
 
جدران العرزال مزيّنة بالجلال، نوافذه تستشرف الامل السّاطع، أمّا بابُهُ فيستقبل فجر الحُب، في كل يوم من عُمر الزمان.
 
يحتضن ذلك العرزال كل المشاعر الخلّاقة ويسير بأنفسنا الى غرام مُستأمن بالطمأنينة بمنأى عن مهبّ الرّيح أو عواصف الحياة وتقلّباتها.
 
 
تَحوُم ملائكة الفرح حوله، حيث تروي القلوب ظمأها بالركون الى ملاذ الأمان الذي يلتفّ برداء الأشجار الخضراء الغضّة والسامقة ويكللّها شعاع المحبة الذهبي: ولعلّنا نلتمس بذلك أبجديةً تحاكي لغات الابداع في الكون بأسره.
 
وفي فلسفة اللون الأزرق (تاج اللوحة) ينعكس صفاء لا تكدّره غيوم داكنة، إذ نغدو في لُجّة بحرِه على مقرُبةٍ من عالم السّماء، فنكاد نعانقها أعظم عناق.

أمّا الورود التي توّجَت أديم التراب (أحد أهم الاسطقسات الأربعة في الوجود) فقد ودّعت القحط على مدى سنين ضوئية في الآتي من الايام.
 
وفي الخلاصة، نلتمس حكمة زاهية لكل زمان ومكان ألا وهي أننا نخلق زمناً سرمدياً في أعمارنا عندما نوجد في قلب مكان نعشقه، ونعيش عبره كُنه الحياة الحق في كياننا الوجودي ابّان سيرورة الأحداث على مسرح الزمان.