الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

رَجلُ العام وبطريركُ الحِياد

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
البطريرك الراعي
البطريرك الراعي
A+ A-
 أحدُ المعاييرِ الأساسيّةِ لاختيارِ شخصيّةِ العام ـــ رجلٍ أو امرأةٍ ـــ أن يكونَ دورُها ذا تأثيرٍ في الحاضرِ وفي المستقبلِ أيضًا، لكي يَجدَ فعلُ الاختيارِ مُبرِّرًا في التاريخِ. وأصلاً: مَن يَمكُثون في التاريخِ هم الخالِدون بمواقِفِهم لا العابرين بمناصِبِهم. فكم مَنصِبٍ راحَ بصاحبِه إلى النِسيانِ. تَوسَّمتُ بالكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريركِ موارنةِ لبنان وأنطاكية وسائرِ المشرق، شخصيّةَ لبنان 2020. لو اسْتأنَسْتُ برأيِ غِبطتِه حِيالَ اختيارِه لأجابَ بتواضعِ رجلِ الله: "لـمَ أنا؟ ما قُمتُ إلا بواجبي تجاهَ ربّي وشعبي". كان يُمكنُ أن نختارَ رمزَ العام في لبنان ضحايا مرفأِ بيروت، أو المرفأَ بذاتِه، أو مدينةَ بيروت المهدَّمة، أو رجالَ ونساءَ الدفاعِ المدنيِّ والصليبِ الأحمر الّذين أنقذوا البشرَ والحجَر، أو مجموعات الشبابِ الّذين نَظّفوا الشوارعَ ووزّعوا الإعانات، أو فِرقَ المهندسين الّذين رمّموا مجّانًا. كان يُمكن أن نَختارَ أيضًا الطِفلَ سُفيان الذي، بعدما مات على القارب، رماه والدُه في البحر، أو إحدى شخصيّاتِ الثورةِ لو أفرزت الثورةُ قائدًا أو قيادة، أو لبنانَ البلدِ بما عانى. ليس رجلُ العامِ دائمًا رجلًا أو امرأة. مجلّةُ "تايم" الأميركيّةِ، التي أطلقَت هذا التقليدَ سنةَ 1927، اختارت الكومبيوتر سنةَ 1982 والكرةَ الأرضيّةَ سنة 1988. ما حَسَمَ لديَّ اختيارُ البطريرك الراعي إحساسي بأنّ لبنان، وسطَ الضياعِ الكبير، يحتاجُ شخصيّةً فَذّةً تَتخطّى الانقساماتِ وتَحمِلُ قضيّةَ لبنان وتُعيدُ تثبيتَ الكِيان. عاينتُ في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم