الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

إلى الدياسبورا النخبوية اللبنانية: تفضّلوا إلى العمل العَلَني المنظَّم

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
"النقابة تنتفض".
"النقابة تنتفض".
A+ A-
 سعدتُ مثل كثيرين في محيطي الفايسبوكي والتويتري، وهو ليس كله محيطاً افتراضياً! بل له حضور وذاكرة، سُعِدتُ بأخبار نجاح اللوائح المعارِضة للأحزاب الطائفية والميليشياوية المسيطرة على الدولة في انتخابات نقابة المهندسين. والصورة الأكثر تأثيرا بي كانت صورة المهندس بول نجار الأب المفجوع بفقد طفلته ألكساندرا في انفجار المرفأ في 4 آب 2020 الذي هو أحد الفائزين. لكني، وعليّ أن أكون صريحاً، أجد أن اعتبار الكثيرين أن هذه هي البداية، والمقصود بداية دحر أحزاب السلطة، هو مبالغة تنم عن تفاؤل غير واقعي إذا لم أقل عن تسرّع مؤذٍ لقضية التغيير في لبنان. ولا يحق لي أن أقول عن مراهقة سياسية لأن العديدين من الذين خاضوا المعركة، هذه المعركة، هم شخصيات ناضجة وطويلة الباع في العمل العام فضلا عن السمعة الحسنة التي لا شائبة عليها. هذه الانتخابات الهندسية هي مثل سابقتها هذا العام الانتخابات الطلابية في الجامعتين الأميركية واليسوعية مجرد علامة جديدة ورائعة على الطلاق الكبير بين النخب اللبنانية والأحزاب، جميع الأحزاب، السياسية المسيطرة. طلاق المنظومة مع النخبة. ولكنها ليست أبدًا علامة على تضاؤل بل تلاشي النفوذ الشعبي العام لهذه الأحزاب. النُخب، وهي غير العامة، باتت في معظم جيلها الجديد تحتقر المنظومة السياسية وتراها منظومة مفلسة أخلاقياً وسياسياً. لكن "مصدر السلطة" السياسية هو هذه الجماهير العريضة المؤطرة بالمصالح والتنظيمات الأمنية والتحريض الطائفي، والتي تديرها المنظومة في الأحياء المدينية والأرياف. إذن في انتخابات نقابة المهندسين نحن أمام تعبير نخبوي متجدد من الطبقة الوسطى أساساً ضد التركيبة السياسية.هذه هي ثورة 17 تشرين أساسا. ثورة نخب الطبقة الوسطى الشبابية وليست الثورة الشعبية الشاملة التي حمَلَتْها مخيلاتُنا المتعَبة وأحيانا النافذة الصبر.النظام السياسي اللبناني حتى وهو يدير دولة منهارة لا زال نظاما قويا ولا يمكن تغييره بشروط الداخل الحالية. لا في انتخابات نيابية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم