ميقاتي يخرج عن هدوئه ويعلن "انتفاضة" سياسية... درويش لـ"النهار": وضَع الجميع أمام مسؤولياتهم

الذين يعرفون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من كثب يدركون ان ما أقدم عليه، من خلال ادائه المفاجىء اول من امس في جلسة التشريع في مجلس النواب بدعوة رئيس المجلس نبيه بري الى طرح الثقة به وبحكومته، لم يكن امرا عابرا، ولم يكن يريد استطرادا ان يقدم "استعراضا سياسيا" في لحظة لا تحتمل اي نوع من الاستعراضات ذات الطبيعة الشعبوية في بلد يضج بمثل هذا النوع من الضجيج والصراخ المتعالي في برية.ومع ان كثيرين يرون ان صرخة ميقاتي تلك لن تلبث ان تتبدد بفعل حال الضياع وانعدام التوازن في المشهد السياسي المهتز والمضطرب، فان الاستنتاج الذي تقاطع عليه كثيرون ايضا، بمن فيهم ميقاتي نفسه، انه ليس في وارد الاستقالة وترك الميدان وحبل الاحداث على غاربه، فهو عندما قبل ان يتولى هذه المهمة في هذه المرحلة المفصلية كان يقدّر تماما حجم ما ينتظره من مصاعب ومعوقات، ويدرك استطرادا حجم كرة النار التي ستُلقى بين يديه، كما يردد دوما، لذا وطَّن نفسه على امتصاص الصدمات.وبناء عليه، فان يبدو ميقاتي في مجلس النواب في مشهد الخارج عن طوره والحدود التي عزم على السير ضمنها، معناه امران: الاول ان الكيل طفح عنده ولم يعد قادرا على تحمّل المزيد. والثاني انه شاء توجيه رسالة حاسمة الى من يعنيهم الامر تتعدى الطابع الاستعراضي.لذا فان ثمة في اجواء ميقاتي من يجزم انه اراد بموقفه المفاجىء الثلثاء الماضي "ان يضع الجميع بلا استثناء، الذين هم في الحكم أو أولئك في ملعب المعارضة والمزايدة على حد سواء، أمام مسؤولياتهم"، وفق ما يقول عضو "كتلة الوسط" النيابية التي...