الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لمن تُقرع أجراس بكركي

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
لمن تُقرع أجراس بكركي
لمن تُقرع أجراس بكركي
A+ A-
وُدّعت بقرع جميع التنك، وصبّ جميع اللعنات، واستُعيدت لطردها جميع الأقنعة المفزعة وساحرات  شكسبير وفرق النواح. الجميع يريد التأكد أنه لم يبقَ منها شيء مختفياً بين الركام، أو مختلساً خلف الوقاحات. لقد كانت سنة الجنون وناقلي اللعنات وحمَلة الأوبئة المتناسلة. سنة يصعب العثور على مثيلها حتى في التوراة وتنبؤاتها، ليس فيها سوى الغضب والنقمة والثأر والسطو على الآخرين وحقوقهم واحلامهم وكل هناءة في حياتهم. يطل شمشون من خلف الاعمدة المتهدمة فوق رأسه مبتهجاً بأنه استطاع أن يهدّم كل شيء. فمن بعده العدم. وسوف يخفف لويس الرابع عشر من تلك القاعدة العدمية مكتفياً بأن يكون من بعده الطوفان.  والغريب انه في هذه المساحة التي تنتشر وتتراكم فيها السيوف الصَدِئة والخناجر المسمومة، لا يظهر إلا في البعيد من ينادي على الناس بشيء من الوعي، وقليل من الاحتشام، وقليل من اللياقات الوطنية. ظن ايمانويل ماكرون بأن ما تجمّع لديه من رساميل لبنانية يخوّله التوسط بين اهل المدينة التي دمّرها 4 آب. فمن هذه الرساميل، الأدبية طبعاً، ان فرنسا استضافت رئيس الجمهورية يوم كان منفياً هو وأركانه ومناضلوه طوال 15 عاماً. وكان ذلك وعداً تاريخياً لا علاقة له بالهوية السياسية لصاحب الاليزيه سواء كان اشتراكياً أم ديغولياً. وعلى رغم ما شاب علاقة فرنسا الاستعمارية مع بعض الدول والشعوب، فإن علاقتها مع لبنان ظلت بلا شوائب كبرى. حتى الاستقلال اصبح جاهزاً بعد بضعة ايام مُسقعة في قلعة راشيا. وقد جاء الجنرال كاترو يومها متوسلاً رجال الاستقلال ان يتمهلوا قليلاً، لكنه نزل عند رغباتهم عندما أصروا على الرفض. بعد ذلك قامت بين البلدين علاقة من التعاون والتبادل الحضاري والموقف الانساني، الذي وصل الى ذروته...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم