يحصل هذا عالميا كل مئة عام، وربما لا يحصل، ولكن فائض الصدمات عندنا يصنف لبنان في أسوأ السنين التي عرفتها البشرية ضمن المراتب المتقدمة جدا للبلدان ذات المقاييس الأشد قتامة في مصائرها. توفر علينا السنة 2020 الراحلة غدا ليس "رمي الصحون والجرار وتحطيمها" فقط وفق عادات لبنانية جميلة بائدة من أزمان البراءة والحنين الى رومانسية الأساطير العتيقة وانما أيضا عدم الالتفات خلفنا ولو لوهلة لان هذه اللعينة الراحلة لا تترك امام لبنان فرصة التقاط الانفاس حتى لإقامة طقوس متخيلة للتخلص من شرورها. انها تماما في حاضرنا وذاكرتنا كالروح الشريرة التي خلدتها هوليوود في روائع أفلام الرعب عن الصراعات القاتلة لإخراجها من أجساد ضحاياها، ولكن اكثر ما يخشاه اللبنانيون ان "طارد الأرواح" قد هرب من ارضنا قبل الاجهاز على الروح...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول