الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أيّام المونديال

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
زمن المونديال، خمس لوحات بريشة الفنّان منصور الهبر.
زمن المونديال، خمس لوحات بريشة الفنّان منصور الهبر.
A+ A-
 (إلى أنسي) أتسمّر أمام الشاشة الصغيرة من الثانية عشرة ظهرًا – قُبَيل ذلك بالتأكيد - حتّى إسدال الستارة على المباراة اليوميّة الرابعة في برنامج أيّام المونديال. أنضوي في هذا الطقس اليوميّ برضوخٍ مستحَبّ، فلا أبالغ البتّة في ما أنا فيه من انخطاف، بل أفعل ذلك بعفويّةٍ شبه لاواعية، كما يفعل طفلٌ أمام فيلمٍ من أفلام "توم اند جيري". وأكاد أراني لا فرق بيني وبين ذلك الطفل، "عقله"، أولويّاته، حواسّه، انتباهاته، وسائر أحلامه، إلّا فارق العمر. وهذا الفارق، أهو كثيرٌ حقًّا، وفي أيّ معيارٍ، ووفق مَن، ما دمنا مأخوذَين نحن الإثنين بسحر الشاشة، كرتها، غموضها، أبطالها، إيقاعاتها، والتشويق الذي يستولي عليها وينضح منها؟! لا أعرف كيف أصف حالي في زمن المونديال، ولماذا؟ أهو اللعب الموهوب اللذيذ الجميل، أهي الطفولة الآفلة، أهو العمر الهارب، أم هو ردّ الفعل حيال الرعب المادّيّ الذي يستولي الحياة فيجعلها أرضًا خرابًا، خلوًا من الحلم، من الروح، من البداهة، ومن الشعر؟  حالُ الناس (الجماهير) مع الفوتبول هي حالٌ جماعيّةٌ شديدة التنوّع، وفي الآن نفسه شديدة الانسجام، عابرةٌ للحدود للقارّات للأجناس للأعراق للهوّيّات للشعوب للأمم للدول للأمزجة للأهواء للتناقضات. في هذا المعنى، تستحيل المغامرة المتهوّرة التي تدّعي إنزال "إسقاطاتٍ" جماهيريّة (قطعانيّة؟!) مشتركة، قسريّة، صارمة، تعميميّة، نفسيّة أو إيديولوجيّة، واستخلاص "معايير" ذات "ماركات مسجّلة"، على رغم الجامع الذي يجمع ويوحّد ويجعل عشّاق الكرة كتلًا كثيفةً متراصّة. الأرجح أنه ينبغي، والحال هذه، أخذ كلّ فردٍ على حدة، إذ لا أحد تنطبق عليه مواصفات الجماهير والأفراد، وغرائزها – إلّا قليلًا وقليلًا جدًّا – من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم