الإنسان كائنٌ اجتماعيّ، فيولَد في عائلة تُكوِّن له شخصيّته في مختلف أبعادها الماديّة والثقافيّة والروحيّة. وينشأ في وطن يؤمّن له عيشه الكريم وحقوقه في مختلف الميادين. فيرى في هذا الوطن عائلة ثانية يعمل على حمايتها من كلّ ما قد يُسيء إلى وجودها وكرامتها. وعلاوة على هاتين العائلتين يرى المؤمن نفسه عضوًا في عائلة روحيّة تحت حماية الله الذي علّمنا السيّد المسيح أن ندعوه "أبانا". قبل الصوم الأربعينيّ تذكّرنا الكنيسة في الطقس البيزنطيّ بمثل "الابن الضالّ" (لوقا 11:15-32)، الذي يصف لنا السيّد المسيح من خلاله حالة الإنسان الذي يبتعد عن الله وكيف يستقبل الله كأبٍ محبّ رحيم عودته إلى البيت الأبويّ. يقول المثل إنّه كان لرجل ابنان، فقرّر الابن الأصغر أن يترك البيت الأبويّ، فأخذ حصّته من الميراث، "وقصد إلى بلد بعيد، وهناك أتلف ماله في عيشة مُسرِفة. ولمّا أنفق كلّ شيء نَشِبتْ في ذلك البلد مجاعة شديدة، فوقع في العَوَز. فمضى وانضوى إلى واحد من أهل ذلك البلد فأرسله إلى حقوله يرعى الخنازير. وكان يشتهي أن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول