الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأم ميركل والممجدة ميمو

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
أنغيلا ميركيل (أ ف ب).
أنغيلا ميركيل (أ ف ب).
A+ A-
لماذا وقف العالم برمّته، يودع انغيلا ميركل، عند جدران برلين وبواباتها وتواريخها؟ لأن العالم لم يرها من قبل في موكب احتفالي، في مهرجان تافه ترتفع فيه الاصوات وتزلغط النساء، ولأن الفراو ميركل اقرب صورة نموذجية ليوتوبيا الحكم: 16 عاماً من العمل، بلا ثرثرة، بلا اقنعة، بلا وعود، متقشفة، لا تذهب إلى "الكوافور"، لم تُشاهد في فستان سهرة، ولم يشاهد لها ابن أو صهر أو ابنة أو صديقة، أو صورة ضخمة أو تمثال أو حفل خاص. فقط مرة واحدة، كل صيف، تكشف ضعفها الخاص: تحضر مهرجان "بايروت" من اجل موسيقى واغنر، وتمضي ست ساعات متواصلة مسمَّرة على كرسيها. الباقي مسؤوليات.لا تفاهة الموالاة ولا سخف المعارضة. مهمة المستشار ان يجمع بين الاحزاب، من اجل المانيا. لا وقت للمهرجين والطفيليين والصغائر والفاشلين. لا سياسة خارجية عقيمة. لا وقت لشيء، أو لأحد. بدل المؤتمرات الصحافية فتحت ابواب المانيا امام مليون لاجئ سوري، من اقصى الجنوب إلى اقصى الشمال. وتكفلت 30 مليار اورو في ايوائهم، لا اعرف من اين حصلت عليها في موازنتها السنوية التي تبلغ نحو 400 مليار في العام.الحكم، أن يكون الحاكم بعيد النظر. وعينا ميركل زرقاوان، تريان إلى البعيد البعيد مثل "زرقاء اليمامة". وهذه خلاصة 16 عاماً من الرؤية والتقشف والغيرية والانسانية والكِبَر. شيء من الأم تيريزا، مليون لاجئ. شيء من كل شيء في الكبار. الفكر الاقتصادي والازدهار والديبلوماسية والسيادة وتواضع كبار القوم. مارغريت تاتشر ولكن من دون قسوتها. انديرا غاندي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم