في الحياة السياسيّة اللبنانيّة شعارات ومواقف ظاهرها شيء وباطنها شيءٌ آخر مختلف حتّى التناقض التامّ أحياناً. لكنّها صارت جزءاً من هذه الحياة وصدّقها أصحابها رغم أنّهم يعرفون أسبابها وأصولها والدافعين إليها، وباتوا مُبشّرين بها من على منابر القصور الرئاسيّة الثلاثة في البلاد، كما من على منابر الإعلام المتنوِّعة ووسائل التواصل الإجتماعي. ربّما يكونون نسَوا الأسباب التي دفعتهم إلى إطلاقها والجهات الداخليّة والخارجيّة التي نصحتهم بها خدمةً لمصالحها طبعاً وليس لمصالح الشعوب اللبنانيّة، وربّما اقتنعوا بأنّ وطنيّتهم الفضفاضة أو انتماءاتهم الطائفيّة والمذهبيّة كانت العامل الذي دفعهم إلى "قدح" أذهانهم وتالياً إلى اختراع ما يعتبرونه بديهيّات وإلى تدبيج الأسباب الموجبة له، لا مصالحهم الخاصّة السياسيّة وغير السياسيّة والفئويّة على تنوِّعها. هذا الموضوع المهم ارتأى "الموقف هذا النهار" إثارته اليوم من خلال عناوين مُحدَّدة طبعت الحياة السياسيّة في البلاد منذ بدء التطبيق المُجتزأ والمبتور عمداً لاتفاق الطائف، وبعد خروج سوريا التي كلّفها العرب والولايات المتّحدة مساعدة اللبنانيّين لتطبيقه وأخيراً بعد فشل دولة لبنان الرسميّة في أعقاب انقسامها دولاً ثلاث وانهيار غالبيّة مؤسّساتها باعتبار أنّ من حافظ منها على نفسه لم يكُن لينجح في ذلك لولا أمرين. الأوّل اصطفاف كلٍّ منها وراء شعبٍ مُعيَّن وقادته. والثاني إدراك أهمّها وأكبرها أنّ المحافظة عليها وحدةً ودوراً ووجوداً أكثر فائدة للبنانيّين من اصطفافها وراء تيّار أو حزب أو طائفة أو مذهب. من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول