"تجاهل العارف" أو "الجاهل" لكبار العالم هل يشعل حرباً عالمية؟

يتساءل كثيرون من الأوروبيين والأميركيين عن الأسباب التي دفعت رئيس روسيا فلاديمير بوتين الى شنّ حرب على أوكرانيا الأسبوع الماضي بعد سلسلة تهديدات جدّية وجّهها إليها والى المجتمع الدولي المؤيّد لها ولا سيما الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. هذا التساؤل يمكن أن يكون واحداً من إثنين. الأول تجاهل العارف للأسباب والدافع إليه هو رفع أي مسؤولية له عن نشوب الحرب الروسية – الأوكرانية التي أصبحت وخلال أيام قليلة حرباً بين روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي من جهة وحلف شمال الأطلسي وأميركا وأوروبا الغربية كلّها ومعظم أوروبا الشرقية التي انقلبت الى صف الغربين الأميركي والأوروبي بعد انهيار دولة الإيديولوجيا الشيوعية، الأمر الذي جعل وريثة الأخيرة أي روسيا مطوّقة ومهدّدة بمحدودية الدور على الصعد الدولية والإقليمية. أما الثاني فهو تجاهل الجاهل. وإذا كان في تجاهل العارف شيء من الخبث وقلة المسؤولية وعدم الإكتفاء بإنزال روسيا غير السوفياتية إيديولوجياً والسوفياتية قومياً ودوراً عالمياً والرغبة العارمة في جعلها غصباً عنها دولةً كبرى عادية رغم نوويتها وصوتاً أوروبياً وربما دولياً قد يضيع مستقبلاً بين أحداث دول أخرى كانت امبراطوريات في الأزمنة الغابرة كما في الأزمنة الحديثة. طبعاً لم يتناول الإعلام المعادي لروسيا وحربها على أوكرانيا والآخر المؤيّد للأخيرة ولحلفائها الإقليميين والأوروبيين والأميركيين معهم...