هل نحن بحاجة إلى الإيمان؟

 "متى جاء ابنُ البشر، هل يجد الإيمان على الأرض؟"(لوقا 8:18) الإيمان هو أولى الفضائل الإلهيّة، أي التي تصدر عن الله وبها يدخل الإنسان في علاقة مباشرة مع الله، ويحيا من حياة الله. وهذه الفضيلة تشكّل مع الرجاء والمحبّة أساس الحياة الروحيّة المسيحيّة. في مواضع عدّة من الإنجيل المقدَّس، نلاحظ أنّ أوّل ما يطلبه يسوع من الذين يأتون إليه يلتمسون منه الشفاء إنّما هو الإيمان بقدرته الإلهيّة. فنسمعه يسأل أعميين طلبا منه الشفاء: "أتؤمنان أنّي قادر أن أفعل لكما هذا؟ قالا له: نعم، يا سيّد، حينئذٍ لمس أعينهما قائلاً: بحسب إيمانكما فليكنْ لكما. فانفتحتْ أعينهما" (متى 28:9-29). ويقول للمرأة النازفة الدم التي لمستْ هُدْبَ ردائه لتُشفَى من دائها: "اطمئنّي، يا ابنتي، إيمانكِ خلّصكِ. فبرئت المرأة من تلك الساعة" (متى 22:9). وعندما سأله والدُ غلامٍ به روحٌ أبكم: "إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأغِثْنا، قال له يسوع: إن استطعتَ أنت! إنّ كلّ شيءٍ ممكنٌ للمؤمن. فصاح أبو الولد من ساعته قائلاً: إنّي أومن! فاسنُدْ ضعف إيماني" (مرقس 22:9-24). ونسمعه يقول لتلاميذه، الذين تعجّبوا من كون تينة يبستْ لمجرَّد كلمةٍ منه: "آمنوا بالله. فالحقّ أقول لكم إنّه إنْ قال أحدٌ لهذا الجبل: انتقلْ...