سنة الصفر؟

كل هذا سيبقى مجرد صراخ المسحوقين والفقراء في برية دولة الفساد والفاسدين، سيبقى صدى وجع الناس وحرمانهم في زاوية العوز، سيبقى صراخاً ولن يغير شيئاً في الواقع الوحشي الذي تفرضه المنظومة السياسية على هذه "القبائل اللبنانية" التي لم تقدر على ان تجرّ سارقاً واحداً من شعره وتربطه الى عمود في ساحة الشهداء ليكون عبرة في العقاب في استرجاع المال المنهوب، وفي دفع ثمن هذه المآسي التي جعلتنا ننحدر الى قعر الإنهيار. المنظومة السياسية التي دمرت لبنان ونهبته، ذبحت الثورة من الوريد الى الوريد، عبر المذهبيات والطائفيات، وعبر المندسين للتخريب، وعبر الوحوش الذين اطلقوا نيران البنادق والخردق على عيون المتظاهرين وبطونهم. لقد ذبحوا الثورة، لأن في يدهم الأمن والقضاء والسلطة الدنيوية والدينية، ويهللون الآن بالتأكيد للتحركات النقابية...